فاصلة:
(لا أحد يدري ما يمكنه أن يعمل قبل أن يحاول)
-حكمة عالمية-
أطلقت وزارة الداخلية نظام المرور الجديد والمشهور (ساهر) وبرنامج «سلامتي» لخفض نسبة الحوادث والمخالفات المرورية.
لكنني أتذكر قبل ثلاث سنوات أن جهات خاصة بدأت بالتعاون مع السلطات المرورية في جدة لتدريب أول دفعة من طلاب المدارس الابتدائية في السعودية على قيادة السيارات وثقافة السلامة المرورية، مستهدفة 500 طالب وطالبة تنحصر أعمارهم بين الرابعة والثامنة، عبر برنامج «سلامة الطرقات».
وكان هناك برنامج آخر يستهدف بث التوعية بقوانين السلامة لفئة المراهقين سيتم تدشينه في مرحلة لاحقة وهذه الفعاليات ستنتقل لعدة مدارس في الرياض والمنطقة الشرقية الغرض من هذا البرنامج تعليم الصغار احترام الآخر على الطريق، واحترام القوانين ، وإعطائهم كم من المعلومات الهامة تفيدهم عندما يحين وقت قيادتهم للسيارة على الطريق العام.
أعجبتني الفكرة لأنني أؤمن أن قيادة السيارة ليست مجرد إتباع للأنظمة بل هي سلوك. وغالبا ما يلفت نظري سلوكيات الشباب في تعاملهم مع المركبة التي يقودونها ومع الآخرين في المركبات الأخرى أو الشارع، ودائما أنظر إلى قائد المركبة الملتزم بالنظام إلى أنه ملتزم بالنظام في حياته كلها فقيادة المركبة جزء من قيادة الحياة.
كنت أتمنى أن يكون هذا البرنامج لنا نحن النساء فبالرغم من إننا لا نقود السيارة إلا أننا مع السائقين نساهم في عملية القيادة من خلال إصدار الأوامر للسائق الآسيوي المسكين في محاولة تعريفه الأماكن التي نريد دون إلمام بالأنظمة فقد نطلب منه أن يتجه لليمين مثلاً والنظام لا يعطينا الأولوية.
وقد نطلب منه أن يدخل شارع معين بينما اللوحة تشير إلى عدم السماح بالمرور.
هذه أمثلة بسيطة لضعف وعينا كنساء بالثقافة المرورية وفي ذلك انعكاسات خطيرة على أنفسنا وعلى الآخرين في الطريق.
أعتقد بأن قيادة السيارة وإن لم تكن مسموحة كممارسة فعلية للسيدات فعلى المسئولين اعتبار النساء مشاركين في قيادة السيارة كون السائقين الأجانب غير ملتزمين بالأنظمة فمن الأفضل أن تكون النساء ملمين بالثقافة المرورية خاصة وأن حوادث السيارات من الكوارث التي تفوق ضحايا الحروب.
وفي أحدث إحصائية نشرت لدينا أن الحوادث خلال الأعوام الخمسة الماضية من عام 1426هـ حتى نهاية عام 1430هـ بلغت مليوناً وتسعمائة ألف وستمائة وثلاثة وستين حادثاً مرورياً، كان عدد المصابين فيها 177.444 مصاباً، وعدد الوفيات 30823 حالة معظمهم من فئة الشباب، قابلها 46 مليوناً و249 ألفاً و789 مخالفة مرورية على مستوى مناطق المملكة في جميع أجهزة الأمن العام سواء المرور أم أمن الطرق أم البحث الجنائي أو الأجهزة الأمنية. وهو ما يمثل خسائر في الاقتصاد السعودي وفي شريحة أساسية للمجتمع.
لاحظوا أنه قبل ثلاث سنوات كان عدد المتوفين بسبب حوادث المرور لدينا 5 آلاف متوفى سنوياً، و40 ألف مصاب، وألف معاق وقارنوا بين المعدلين!!
إن جزءا من أسباب هذه الكوارث نقص الثقافة المرورية لدى قائد المركبة والآخر الذي يسير في الشارع، أضيفوا إلى قائد المركبة المساعدين له وهم فئة النساء اللواتي لا يقدن المركبة بمعنى القيادة الحرفي لكنهن يقدنها من المقعد الخلفي!!
nahedsb@ hotmail.com