يعيش على هامش الحياة تقوم الدنيا من حوله وتقعد وهو آخر من يعلم حسه متبلد ووعيه متوقف النمو وعقله (على الصفر) لقلة ما يستخدم، كثيراً ما ينسى أن اليوم الذي هو فيه الخميس أو الجمعة وعندما يقف أمام بوابة عمله ويجدها مغلقة ينظر إلى ساعته فربما يكون قد بكر في الحضور ليدرك أخيراً أن اليوم إجازة.
|
يومه يبدأ بوجبة دسمة جداً يعقبها كمية كبيرة من الشاي أو المرطبات أو هما معاً فلا فرق عنده فقد انعدمت عنده حاسة الذوق فتساوت الحرارة والبرودة ككل المتضادات التي توافقت لديه، تستغرب من صمته أثناء حديثك وتظن إن لم تكن تعرفه أنه خير من يجيد فن الإصغاء لتكتشف أنه لم يكن معك ولا مع غيرك ولا مع نفسه وأن الذي كنت ترى لا يعدو كونه نظرات بلهاء لا وجهة لها.
|
وفي المقابل هناك من هو على العكس تماماً من صورة سابقه قلق بطبعه حساس تجاه كل شيء عقله يدور قبل الساعة بدورة أو أكثر متوقد الذهن زائغ النظر يفكر بأكثر من شيء في وقت واحد، يجيء قبل موعده ويقلقه الانتظار لدقيقة، حساسيته المفرطة تجعل من يتعامل معه دقيقاً باختيار كلماته وتصرفاته ونظراته، حميمي عطوف سريع الغضب والرضا كثير الأخطاء والندم، ربما تنازل في ساعة تجلي عن راتبه كاملاً وذهب بعدها بساعات لأحد أصدقائه مستلفاً، تبكيه قصيدة وتبهجه أخرى وترفع درجة حماسه ثالثة وتطربه رابعة.
|
والويل لشاعر بمواصفات الثاني يكتب لجمهور بمواصفات الأول وقد سبقنا أكتم بن صيفي حين قال: (ويل للشجي من الخلي).
|
|
ويل الشجي من الخلي فإنه |
نصب الغواة بشجوه مغموم |
وترى الخلي قرير عين لاهياً |
وعلى الشجي كآبة وهموم |
|
|