كدبيب النمل يتسلّل الحرُّ في العروق..
والليل لا يتنفس..
الحرُّ كما حومة الجراد يحتويه..
والصبح لا يحنو..
يتسلّم كفُّه الحرَّ من خيط الليل الأسود لحده الأبيض..
والناس, ست وأربعون نسمة منهم, تلهب أجهزة الاتصال وأقنيته بحرِّها..
وتصب اثنين وسبعين ملياراً في خزينة الاتصالات..
كدبيب الجذوة يشل الحرُّ, في الجو, والحرُّ, في الوقت, والحرُّ, في الهدر عروقَ الغلاف, يُصطَلى في داخله الإنسان..، وقد تكالب عليه من الحرِّ ألوان وأنواع.. بدءاً بدبيب النمل في العروق، وإلى غزو الجراد للمدار..
والجودِيُّ، يستوي عليها مركب كبير من التأوهات، والأنفاس، وأحلام تهتبل مفصلاً للبرد، ليكون سلاماً عليها من وقيد الحر، وزمهرير الاصطلاء..
الحرُّ, سوطٌ يجلد، ولسعٌ يؤنب، ولهيبٌ يُحفِّز..
كلُّ ما تنفتح عليه منافذ الطبيعة، أو يَشُق عن مخابئه الإنسان... حرٌّ من النُذر,, تُفرن فيه أرغفة الأسئلة، ليكون على طاولات النَّهم، ضرورةً أن يوجد لكل رغيف منها، مقابل من الإجابات، من أجل عدالة بين معطيات الطبيعة، وبين صناعة البشر..
فالبشر يصنعون الحرَّ، يُرغفون الأسئلةَ، بعد عَجنِ العروق، وهم أيضاً يستفزون النمل، ويستلهمون حومةَ الجراد..
والليل يصطلي، والنهار يصطلي، يتكاثف الحرُّ...
أوَّاه من حرٍّ لا يرحم...