الجزيرة - أحمد القرني :
أهاب خطباء الجوامع في مختلف مدن ومحافظات المملكة بالمصلين وعموم المسلمين في هذه البلاد المباركة دعم مختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تقدم خدمات إنسانية وخيرية لفئة من أفراد المجتمع من المصابين ببعض الأمراض، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدين أن دعم مثل هذه الجمعيات والمؤسسات يعدُّ من أعمال البر والخير التي يؤجر عليها المسلم، ويُثاب عليها؛ فقد قال الله تعالى : ?وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا?. وبيّن الخطباء أنه يمكن دعم هذه الجمعيات، ومنها «جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي» من أموال الزكاة، مذكرين في هذا الصدد بفتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء عندما سُئل من قبل الجمعية حول دفع الزكاة للصرف منها على علاج ورعاية مرضى الفشل الكلوي، حيث جاء فيها ما نصه: «لا أرى مانعاً من دفع الزكاة لهؤلاء المرضى الفقراء الذين يتلقون العلاج؛ وذلك لدخولهم في المستحقين للزكاة الذين ذكرهم الله في الآية:?إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ?».
وأكد خطباء الجوامع في خطبة أمس الجمعة أن هذه الفتوى ستكون حافزاً بإذن الله لعموم المسلمين في هذه البلاد نحو البذل من أموالهم وزكواتهم لدعم رسالة هذه الجمعيات الإنسانية التي حرصت وتحرص منذ إنشائها على دعم المحتاجين من المرضى ورعايتهم، وتغطية مصاريف علاجهم، وسد حاجتهم.
وأشاد الخطباء في هذا السياق بما وفرته الدولة من خدمات وتسهيلات ومنشآت صحية وعلاجية لمرضى الفشل الكلوي، وإنشائها المراكز المتخصصة في مختلف المستشفيات لهؤلاء المرضى حتى ينعموا فيها بالرعاية الصحية والتغذية السليمة والتأهيل البدني ونحو ذلك، مؤكدين ضرورة تكاتف المواطن مع الدولة فيما تقوم به من أعمال والمساهمة في الإنفاق على المشروعات التي تعنى بهذه الفئات من المجتمع. وتحدث الخطباء في خطبهم عن فضل هذه الأعمال، وأنها قربة إلى الله تعالى يتقرب بها المسلم إلى خالقه طلباً لأجره العظيم وثوابه الكبير، مستشهدين بقول الله تعالى في كتابه الحكيم: ?وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فإن اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ? وبقوله صلى الله عليه وسلم : «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، كما قال عليه الصلاة والسلام : «خير الناس أنفعهم للناس».
وكان مجلس الأوقاف الأعلى قد وافق في جلسته التي عقدها مؤخراً في الرياض برئاسة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وبحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس، على دعم جمعية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان - رحمه الله - الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وذلك بإقامة مركز متخصص لعلاج مرضى الفشل الكلوي في المدينة المنورة، وتجهيزه بمبلغ لا يزيد على خمسة ملايين ريال، على أن يكون التمويل والإشراف من قبل الأوقاف، وأن تتولى الجمعية الإشراف على تصميم وتنفيذ الجوانب الفنية واستلامه وتشغيله، وأن يبقى المركز باسم الأوقاف، كما وافق مجلس الأوقاف الأعلى على دعم الجمعية بتحمل تكاليف علاج خمسين مريضاً والبالغة (115.000) ريال سنوياً لكل مريض.