الجزيرة - عبدالعزيز العنقري
عادت حمى التقلبات من جديد لتجثم على صدري الذهب والنفط فعدم استقرار أسعار العملات أمام الدولار واتجاه اليورو الهابط لعب دورا بارزا بتراجع أسعار النفط خلال شهر مايو الماضي بنسب كبيرة فاقت 15بالمائة ورغم أن الحديث عن مستقبل النمو على النفط لم يعطي إلى الآن إشارات واضحة لكن خطط التقشف التي أعلنت عنها دول اليورو بدأت تشكل الصورة القاتمة حول مستقبل الطلب على النفط وبدأت بعض التقارير تشير إلى توقعات بتراجعه بمقدار 300 ألف برميل يومياً خلال الفترة القادمة لكن انتعاشا بسوق العمل الأمريكي ومبيعات المنازل وتراجعا بمخزونات النفط الأمريكية عوامل فرضت نفسها من جديد كداعم لأسعار النفط مما أعاده لمستويات 74 دولار خلال جلسات يوم الخميس وتوقف الذهب على اثر ذلك عن مسيرة الارتفاع التي صاحبته منذ اندلاع أزمة الديون اليونانية ليقف عند مستويات 1220 دولار وذلك بعد عودة الشهية للمخاطرة التي انعكست إيجابا على أسواق المال وسلبا على الذهب لكن الإقبال على شراء الذهب خصوصا من البنوك المركزية لم يتوقف ولو مؤقتا فالمخاوف من تمدد أزمة الديون بمنطقة اليورو وارتفاع حجم الدين الأمريكي سيولد قوة إضافية للتحوط اتجاه الذهب خصوصا أن المحك سيكون بعيد اجتماعات قمة العشرين وتحديدا الاجتماع المرتقب لوزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية للمجموعة قريبا جدا حيث ستتضح معها التوجهات القادمة لأسعار الذهب؟
ويرى الكثير من المحليين والخبراء بان الأوقات الحالية صعبة جدا ولا يمكن بناء تكهنات دقيقة حول توجهات أموال المستثمرين لان المخاوف مازالت شديدة ويركز اغلب المستثمرين على الذهب وسندات الخزينة الأمريكية بشكل رئيسي فقد قام توماس كابلان قبل عدة أيام بتحويل كامل محفظته البالغة ملياري دولار إلى الذهب حيث عبر عن عدم ثقته بالاقتصاد العالمي وتوقعه بان هذه الضبابية التي يعيشها اقتصاد العالم ستحرك التوجه بشكل كبير نحو الذهب خوفا من الكساد والتضخم وقام العديد من مدراء الصناديق بزيادة نسب الذهب باستثماراتهم بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية وفيما تقف بعض الأخبار الإيجابية بوقف ارتفاع أسعار الذهب مؤقتاً لكن يلاحظ انه يحقق قمم جديدة بين فترة وأخرى عاكسا حالة القلق الكبيرة حيال مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي والقادم على اقل تقدير حيث بات على المتعاملين التعاطي مع هاتين السلعتين بمنطق الثبات نحو الاتجاه للذهب والتفاؤل المؤقت مع النفط.