الجزيرة - عبد الله البراك
علَّق اقتصادي على توجه المركزي الإيراني إلى تحويل 45 مليار يورو من احتياطياته إلى الدولار والذهب.. والذي بدأت مراحله الأولى حسب ما نقلته إحدى القنوات الإيرانية.. وذلك بسبب معاناة العملة الأوروبية.. وقال الدكتور عبد الرحمن السلطان إن عملية إعادة تقييم الريال أمام الدولار أو ربط الريال بسلة عملات في الوقت الراهن غير مجدية.. وأضاف السلطان أن المستعرض للأحداث الاقتصادية خلال العامين الماضيين كان يرى أن الأزمة المالية العالمية سيترتب عليها تراجع الدولار وأن تكون العملة الخضراء أكثر المعانين.ز ولكن في الحقيقة هذا لم يحدث لعدة أسباب منها أن المستثمرين في بدايات الأزمة تخلوا عن مراكزهم في الأسواق الناشئة واتجهوا إلى الدولار.. وهذا ما أعاد له توازنه إضافة إلى أن الأزمة الأوربية ساهمت في تعزيز الثقة بالدولار وأعطته قوة ليس لتميزه ولكن لمعاناة اليورو ليبقى الدولار عملة الاحتياط الأولى.. وكذلك عملة التبادل العالمية.. وأضاف الدكتور السلطان أن مشكلة اليورو تختلف عن مشكلة الدولار.. فاليورو هو عملة اتحاد مجموعة من الدول.. وهذا الاتحاد يضع قيوداً على هذه الدول في سياستها النقدية مما يسهم في تقييد هذه الدول من التصرف ومعالجة مشكلتها.. وهذا ما أكد للمتابعين أن اليورو عملة لا يمكن الحكم عليها إلا من خلال جميع الدول بالاتحاد الست عشرة وأنها لا تعتمد في تقييمها على الأربع الكبار أو الاقتصاد الألماني والفرنسي.. فاليونان أصبحت مؤثرة في هذا الاتحاد بعكس الولايات المتحدة والتي لم تكن معرضة للإفلاس في تلك الفترة وعندها مرونة كبيرة ولذلك اتجه المستثمرون إلى السندات الامريكية في بداية الأزمة بالرغم من أن العائد على سندات الخزينة وصل إلى صفر.. ولكن الطلب استمر على سندات الخزينة الأمريكية.. وعن تأثير توجه البنوك المركزية إلى تحويل احتياطياتها من اليورو إلى الدولار قال الدكتور السلطان: صحيح أن مبلغ التحويل الذي سيقوم به المركزي الإيراني مؤثر بشكل بسيط.. ولكن المشكلة إذا ما قرر أحد البنوك المركزية الكبرى مثل الصين تحويل احتياطياته فهي ستكون ضربة موجعة لليورو، وأيد السلطان أن المصاعب التي يواجهها اليورو قد تسهم في إخراجه من سوق العمل خلال العشر سنوات القادمة نظراً للقيود والأعباء التي يلقي بها على بقية دول الاتحاد.
وحول المطالبة بتخفيض وزن الدولار في ارتباط العملات الأخرى قال السلطان أعتقد أن هذا الوقت غير مناسب لتخفيض وزن الدولار في سلة العملات أو فك الارتباط به.. وحول لجوء المصارف المركزية إلى شراء الذهب قال السلطان: أعتقد أنه بالرغم من ارتفاع سعره إلا أنه مهيأ لارتفاع آخر بسبب توجه البنوك المركزية إلى شراء الذهب وزيادة نسبته من الاحتياطيات، وأضاف أن زيادة وزن الذهب في تقييم العملات أو في الاحتياطيات يكون دعامة حمائية لهذه الاحتياطيات من التراجع بقيمها الحقيقية مع توقع ارتفاع نسب التضخم خلال الفترة القادمة فهو كسلعة سترتفع قيمته كأي سلعة أخرى.. وبالتالي ارتفاعه يحمي العملة من التراجعات بقيمتها الحقيقية ويحميها من مخاطر التضخم.
يُذكر أن العديد من الدول والتي كانت تحاول خلق احتياطيات لها خارج نطاق الدولار بالعودة مرة أخرى إلى العملة الخضراء وكان آخرها ما نقلته محطة «بريس تي في» الإيرانية الناطقة بالإنجليزية عن نية المركزي الإيراني بتحويل 45 مليار يورو من احتياطياته إلى الدولار والذهب.. وعلل البنك هذا التوجه بحالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول منطقة اليورو وبخاصة اليونان، وكشفت «بريس تي في» أن بيع اليورو سيتم على ثلاث مراحل وأن المصرف قد بدأ بتنفيذ المرحلة الأولى.. كما أن أحد المسؤولين في المركزي إلاماراتي كان قد صرح لوسائل الإعلام بأن احتياطيات المصرف كلها تقريباً بالدولار وتقدر قيمتها بـ 33 مليار دولار وأن اليورو لا وجود له في احتياطيات البنك المركزي الحالية.