|
أجزم إلى درجة اليقين أنكم جميعاً تتفقون معي أنه لم يوجد ولن يوجد إنسان بلا أخطاء.. بل بلا خطايا ما عدا الرسل المعصومين..!
|
وأذكر هنا كلمة بليغة صادقة قالها أحد العلماء الصالحين عندما عاب أحد الأشخاص عنده رجلاً من جلسائه فقال هذه المقولة البالغة الصدق:
|
(لو كان للذنوب رائحة ما جلس واحد من الناس في مجلسي هذا..!).
|
وهذا القول - ورب الكعبة - هو الحق..!
|
ولعل الغريب أننا نؤمن بذلك في مجال التنظير، وعندما نكون متكئين على أرائك المجالس.. ولكن في مجال التطبيق ننفي هذا المفهوم تماماً..!
|
وليس أدل على ذلك من أننا نرى يوماً بعد آخر - وعلى سبيل المثال - تهدم بيوت وتشرد أطفال بسبب عدم تسامح أو انفعال رجل لخطأ يقع من زوجته التي عاشت معه عشرات السنين.
|
إن أكبر خطأ أن نحول الخطأ إلى خطيئة لا نغفرها وإلى وشم لا نستطيع أن نمحوه من قلوبنا.
|
إن إيماننا بوقوع الخطأ، وتجسد الخطيئة، لا يعني أن نغض النظر عنها.. ولكن يعني ألا يكون خطأ غيرنا حجراً لا يتزحزح.. وجرحاً لا يبرأ.. وذنباً لا يغفر!
|
إن الأصح - في مواجهة الخطأ - هو دراسة هذا الخطأ فأحياناً يكون (عثرة) يحسن إقالتها، وحيناً يكون كبوة يجمل تجاوزها، وآونة يكون خطيئة يلزم الحساب عليها..!.
|
|
في طرح قضايا الحوار الوطني؟
|
لا أدري هل ضاقت الموضوعات أمام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فأضحت اللجنة تكرر موضوعات اللقاءات وفي وقت متقارب مع أن الوطن يكتظ بعشرات بل مئات القضايا التي تستحق الطرح والتداول وسماع الرأي والرأي الآخر في سجالات فكرية شفافة.
|
لقاء الحوار الوطني الأسبوع الماضي بالرياض كان تكرار بل نسخة من موضوع لقاء الحوار الفكري قبل بضعة أشهر بالأحساء الذي تناول (الخطاب الثقافي واستشراف مستقبله) وهو ذات الموضوع في اللقاء الأخير بالرياض، ولقد كنت أحد المشاركين في لقاء الأحساء الذي تداول لقاء الرياض.
|
مطلوب لتحقيق أهداف المركز الوطنية والفكرية التي أنشيء من أجلها النأي عن تناسخ قضايا اللقاءات.. إذ لم تنته بعد قضايانا الفكرية والثقافية والتنموية بحمولاتها وعناوينها ومفرداتها حتى يبدأ المركز إعادة وتداول نفس القضايا وفي لقاءات متقاربة جداً.
|
أستشرف من اللجنة المختصة باختيار الموضوعات: مواكبة حراك الوطن ورصد قضاياه المهمة لتختار لكل لقاء موضوعاً جديداً يتم تداول الحوار حوله، وطرح الرؤى والحلول التي تساهم في إضاءة جوانبه وتجليته أمام صانع القرار وأمام الرأي العام.
|
درهم حكمة خير من دنيار علم..!
|
لا أدري أين قرأت هذه الحكمة الرائعة (درهم حكمة خير من ألف دينار علم)!!
|
|
فالعلم مهما امتدت آفاقه وتنوعت فضاءاته قد لا يفيد في عديد من مواقف الحياة وشؤونها.
|
إن الإنسان في كثير من مواقف الحياة يحتاج إلى الحكمة لا إلى العلم وإلى العقل لا إلى المعرفة!
|
إن العلم - بدون حكمة - قد يدمر الإنسان بل قد يدمر البشرية لكن (الحكمة) وحدها وحتى بدون العلم قد تسعد الإنسان، بل قد تسعد البشرية كلها.
|
|
للشاعر المكي - عبدالله باشراحيل:
|
(أبيت قلباً أحب الناس كلهم |
وإن غضبت فحبي كان فضاحي |
مناهل الحب عندي تاه آخرها |
لكل صادٍ إلى أنهار أقحاح) |
فاكس 4565576 |
|