«الجزيرة» - شالح الظفيري
استعجل مكافحون بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين إصدار نظام لمكافحة التدخين لحماية المجتمع من الآثار السلبية المتعددة الناجمة عن استخدامه وتخفيف الأعباء الاقتصادية والهدر المالي الذي يفرزه استهلاك التبغ بالمملكة وقالوا «للجزيرة»: ظللنا نطالب باستمرار بإصدار هذا النظام الذي سينعكس أثره بقوة على المجتمع والاقتصاد الوطني الذي ينزف كثيرا بسبب استهلاك التبغ بأنواعه المختلفة، ويرى سليمان الصبي أمين عام جمعية «نقاء» أن التدخين متعارف عليه طبياً بأنه يسبب أمراضاً خطيرة وفتاكة قد يستحيل علاجها في بعض الأحيان، ويضيف الصبي: نتمنى كمكافحين صدور هذا النظام الذي سيحمي المجتمع من آثار استخدام التبغ ويخفف الاستهلاك ويفرض قيودا كبيرة على المدخنين، ويشير الصبي إلى أن هناك توجهات سابقة برفع نسبة زيادة الرسوم الضريبية على واردات التبغ وهي تجربة جيدة، لكن المشكلة تتمثَّل في أن الشركات المصنعة تتكفل بهذه الزيادة حتى لا تخسر عملاءها في المنطقة وإن زادت سعر العلبة فإن الزيادة تكون طفيفة لا تشجع المدخن على ترك التدخين، ويضيف الصبي: إذا وضعنا في الاعتبار صدور النظام فإن ذلك سيخفف جهود الإنفاق على المكافحة بشكل كبير، ويرى الدكتور فهد الخضيري رئيس وحدة المسرطنات بالتخصصي أن الكثير من العاملين في مجال الدراسات الإحصائية سيعجزون عن الكتابة بدقة عن الآثار الاقتصادية التي تخسرها الدول والأفراد في عالم التدخين، ولا تقتصر هذه الخسائر على الصرف المباشر على التدخين، الذي يصل إلى مليار دولار في بعض الدول التي لا تتجاوز ميزانياتها الخمسة مليارات دولار، ويُقدَّر الاستهلاك العالمي بثلاثمائة ألف مليون دولار, وفي إحصائية شبه دقيقة للبنك الدولي تبلغ تكاليف الرعاية الصحية لضحايا التدخين مائتي ألف مليون دولار, نصفهم من العالم الثالث وهذا يعني أن هذه المليارات التي تحترق بالسجائر يُصرف عليها مائتا ألف مليار للعلاج من آثارها ويضيف الخضيري: تبلغ الميزانيات المتوقعة لعلاج ضحايا التدخين ما يقارب ثلث ميزانية الصحة في بعض الدول .أما الدكتور عبد الله السلمان - مستشار أسري ونفسي - فيقول إن ممارسة التدخين تُعد من العادات المنتشرة بين المجتمعات وخصوصاً مجتمعات الدول النامية وتسهم بشكل قوي في التأثير على البيئة بمكوناتها المختلفة، كما تؤثر وبشكل بائن على أداء الاقتصاد المحلي بشكل عام حيث يتسبب التدخين في انخفاض مستوى الأداء الوظيفي وزيادة معدلات الغياب للموظفين كما يتسبب المصابون بالأمراض الناتجة من التدخين في إحداث ضغط على المستشفيات العامة.