القاهرة - مكتب الجزيرة - على فراج
قرر وزراء الخارجية العرب السعي بشتى الوسائل من أجل كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع عزة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الدامي على «أسطول الحرية» الاثنين الماضي والذي أوقع تسعة قتلى وعشرات الجرحى من عدة دول، كما أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء الخارجية في ختام اجتماع طارئ في القاهرة استمر من ليل الأربعاء حتى الساعات الأولى من صباح الخميس، العدوان العسكري المبيت الذي ارتكبته إسرائيل ضد قافلة الحرية في المياه الدولية، ووصفه بأنه يشكل قرصنة وإرهاب دولة وتهديداً للاستقرار والأمن في البحر المتوسط، وخرقاً صريحاً للقانون الدولي الذي يحمى الملاحة في المياه الدولية، وللاتفاقيات الدولية ذات الصلة ومبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني.
وأعلن الوزراء العرب في بيان صدر عقب الاجتماع مجموعة من القرارات والتوصيات من بينها: كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، والالتزام بإيصال المعونات الطبية والأغذية ومواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار وغيرها من الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني في القطاع بشتى الوسائل، وتحميل إسرائيل المسؤولية الدولية المترتبة على التعرض للمعونات الإنسانية والاحتياجات الضرورية لإعادة الإعمار، وعدم فتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع، وقد كلف المجلس الجمهورية اللبنانية، العضو العربي في مجلس الأمن، والمجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن، بالتنسيق مع تركيا والدول والتجمعات الصديقة، لإصدار القرار اللازم لإدانة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإلزام إسرائيل برفعه فورياً، والمطالبة بعقد الدورة المستأنفة العاشرة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة لمواجهة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وأكد الوزراء ضرورة الالتزام بما جاء في قرارات قمة سرت وخاصة القرار رقم 508 بتاريخ 28 مارس الماضي بوقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل وما أكدته المداولات في هذا الصدد، وفي ظل هذا التحدي والخرق الإسرائيلي المستمر لكافة التزاماتها أوصي المجلس برفع توصية لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية بشأن تنفيذ ما ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الاقتصادية في الكويت في يناير 2009 بأن المبادرة العربية لن تبقى على المائدة طويلا، وأكد الوزراء إن إمعان إسرائيل في ممارساتها وآخرها العدوان الإجرامي على المدنيين العزل تؤكد بالدليل الواضح عدم جدية إسرائيل في التوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة وإصرارها على أن تجعل المفاوضات غير ذات فائدة أو جدوى ويشكك في مصداقية التأكيدات والتطمينات التي قدمت إلى الجانب الفلسطيني، كما كلف الاجتماع الأمين العام للجامعة عمرو موسى بتوجيه رسالة إلى الإدارة الأمريكية بهذا الشأن، كما طلب المجلس من موسى متابعة تنفيذ هذه القرارات وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم.
فيما أعلن الأمين العام للجامعة أنه كلف من قبل مجلس الجامعة العربية بأن يبلغ الإدارة الأمريكية بمواقف ومطالب محددة فيما يتعلق بالحصار على قطاع غزة، وأيضاً ما يرتبط بالجهود المبذولة فيما يتعلق بعملية السلام الجارية، دون أي تقدم وقال موسى في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن البيان الختامي تضمن الكثير من الخطوات المحددة والواضحة التي يمكن إتباعها على خلفية الوضع الخطير الذي نجم عن الهجوم العسكري الغاشم على أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى غزة.. وأكد موسى أن الخطوة الإسرائيلية جاءت نتيجة الحصانة المعطاة لإسرائيل بخرق القانون الدولي مرة تلو الأخرى، دون أن تتوقع أن يعاقبها مجلس الأمن، كما يعاقب أو يستعد أن يعاقب دول أخرى وأضاف موسى إننا نطالب الكل بألا يعطي بالاً لموضوع الحصار، وألا تتعامل معه.. موضحاً أن كل الحكومات تعهدت بمساعدة أهل غزة.