الذي ينضم إلى وفد يرافق معالي نائبة الوزير لتعليم البنات الأستاذة نورة الفايز لابد أن يكون نشيطاً مبتسماً ملتزماً بمواعيد البرامج التي تعبئ اليوم كاملاً، كما لابد ألا تكون متذمراً من أي شئ، وحين يكون لديك ملاحظات يلزمك أن تقولها بمنطقية ودون انفعال ولكن بقوة وإصرار وإدراك أن لكل مشكلة حلاً مناسباً مرحلياً أو دائماً.
تلك خبرات مهمة قد تكون أنت تتسم ببعضها لكن اقتناعك بها يزداد حين تراها في شخصية سعودية نسائية ناجحة مؤثرة عالميا تتحدث بثقة وبساطة مع العالم الذي تأسره وتقنعه العفوية ويمقت التكلف.
المدارس في الصين بسيطة ليس فيها تعقيدات وغير مشغولين بالسبورة الذكية أو حاسوب لكل طالب أو تكثيف اللغة الإنجليزية، جل اهتمامهم منصب على المنهج والمعلم والمبنى من حيث اتساعه وتوفر الملاعب والمعامل فيه.
انبهرنا بحجم الملاعب الكبيرة والمتعددة فالطلاب يقضون يومهم كاملا في المدرسة من السابعة صباحا إلى الخامسة مساءً حيث ينتهي عمل آبائهم وأمهاتهم فيحضرون بأنفسهم لاستلامهم أو تنوب عنهم الجدات أو الأجداد باستلام الطلاب والأغلبية يكتفون بوسيلة الدراجة في تنقلاتهم.لايوجد زحام سائقين وتكدس سيارات ولايترك الأهالي أعمالهم من أجل توصيل أبنائهم!
كل الفصول تحتوي على جهاز بروجتكر مثبت في السقف حتى لاينشغل المعلم بالبحث عن البروجتكر الذي يغلق عليه المدير في مدارسنا الأقفال لأنه عهدة، السبورة طباشيرية، وتتميز الفصول بوجود منصة مسرحية صغيرة ومكتب للأستاذ عليها ومساحة متبقية لكي يمارس عليها التلاميذ أنشطتهم التعليمية داخل الفصل، هناك احتفاء كبير بالجهود المتراكمة، صور من مروا على إدارة المدرسة معلقة بكل تقدير، امتنانا للجهود المتراكمة، بينما في بعض مدارسنا ينتقل المدير إلى عمل جديد دون أن يودعه المعلمون!!
تقوم مناهجهم على الإنتاجية وتتنوع حسب طبيعة كل منطقة وماتحتاج إليه أسواقها فمناهج شانغهاي الصناعية التجارية مختلفة عن مناهج المناطق الزراعية مع وجود مناهج ثابتة وعامة تصنع الشخصية الصينية المعتزة بذاتها وثقافتها مع وجود مناهج منفتحة على السوق حيث تعلو قيم الإنتاج على ماعداها.
لايوجد اهتمام بالجوانب المادية والشكليات المكلفة، وهناك كرم في الحفاوة والتقدير المعنوي، أغلب كادر المدرسة ومدير المنطقة التعليمية يستقبلون نائبة الوزير عند بوابة المدرسة ويتحدثون بتقدير عن التعاون الصيني السعودي، ويكتفون بتقديم فناجين القهوة في طقس تقديري خاص إذ تسير مديرة المدرسة مع حاملة الأكواب وهي تقدم الفناجين للضيوف، لايوجد صبابات وبوفيهات حلى وعصائر وفطائر صارت تصاحب حتى بعض الدروس النموذجية لدينا. حتى لو كانت ميزانيتها من (قطة المعلمات) لكن ترسيخ قيم الشكليات في ميادين التعليم يجب أن تختفي، لهذا أكد سمو وزير التربية على ضرورة الحد من مظاهر المبالغة في الحفلات والمؤتمرات وتقديم الدروع وأكدت عليه نائبة الوزير في تعميم لمدراء تعليم المناطق.
لكن لابد من التزام المدارس ومنظمي المؤتمرات واللقاءات بهذه التعليمات لابد أن يعوا أن ذلك يهدف لتغيير قيم الشكلية الخاوية التي تهدر الكثير من المال والجهد، مثلها في ذلك الولع الغريب بحرف الدال عند مسؤولينا ومسؤولاتنا وكأنه مفتاح الخزائن المستقبلية ولاننكر أننا في مرحلة ماضية أجبرنا الناس على الهوس بحرف الدال لأننا كنا لاننظر للخبرة بل للشهادة حتى لو آتى بها صاحبها من الإنترنت أو من دكاكين الجامعات أو مقابل تأشيرات عمرة وحج لبعض أبناء الدول الإسلامية، لكن تغيير القيم يحتاج إلى وقت وإلى قوة في التنفيذ.
لايهتم الصينيون بالحديث باللغة الإنجليزية ولايشترط في المسؤولين حصولهم على حرف الدال أو التحدث بالإنجليزية فيوجد مترجم واحد يؤدي المهمة، الخبرة والتمكن والدراية والانضباط هي القيم الراسخة في اختيار المسؤولين.
القيمة الراسخة هي العمل والإنتاج، وعلى الرغم من أن دخل الأسرة الصينية مرتفع وعدد الأبناء لايتجاوز الواحد إلا أن الكل يعمل ولاينتظر وظيفة الدولة حتى تأتي، هو لايعيش بدون عمل، الحياة بسيطة وقائمة على الإنتاج.
ابنة وحيدة لأستاذين في الجامعة، مرفهة لكنها لاتشعر بقيمة الحياة دون أن يكون لديها عمل وإنتاج، لذا تقوم بتدريس أبناء الجاليات اللغة الصينية مقابل الأجر بالساعة وتأتي إلى بيوتهم بمواعيد دقيقة وعلى دراجتها!
ثقافة العيب مرتبطة لديهم في أنك خامل لاتعمل وليست مرتبطة بماذا تعمل؟؟
الزمن له قيمته المقدرة، ومواعيد الطعام مقدسة فالسادسة صباحا موعد الإفطار والواحدة ظهرا موعد الغداء والسابعة مساء موعد العشاء، حين تحل هذه الساعة يأكل الصيني في أي مكان وعلى أي وضع فطعامه في زوادته التي لاتفارق ظهره، يأكل وهو في متجره أو في مكتبه، أو في الشارع وهو في انتظار حافلة نقل، طعام عملي وصحي وبدون موائد وتجمعات تهدر الوقت!
المشي مقدس هو الآخر يخرج الصينيون في المساء وقبل النوم يملؤون الشوارع الكثيرة المخصصة للمشي وسط الأسواق والأحياء والتي يمنع دخول السيارات فيها، يمشون ويهرولون ويركضون، أجيال متعددة ومتنوعة، لم تغفل أمانات المدن أو تستكثر وضع طريق للمشي في كل حي لأنها تعمل على تنشئة المواطنين تنشئة صحية وبث قيم الرياضة والبدن المتعافي حتى تحافظ على مستوى إنتاج عالٍ وحتى لاتكلف خزينة الدولة بأمراض تداهم الناس وهم في الأربعينيات فيتحولون إلى عبء بدلا من قوى إنتاجية.
منظومة واحدة تسير في كل مناحيها لتيسير سبل حياة جيدة تقوم على تأسيس البنية التحتية ثم استثمارها في بناء دولة عريقة تشير التوقعات إلى أنها ستكون الدولة الأقوى في العالم.
يتعلم الأجانب اللغة الصينية لإدراكهم قيمة الصين التجارية الكبرى، ومنذ أوائل التسعينيات انفتحت الصين على العالم بعد إضراب بكين الشهير والتجمع الشعبي الذي أجبر الحزب الحاكم على الانفتاح، فكانت الثورة الصينية المذهلة التي استثمرتها السياسة السعودية بزيارة الملك عبد الله الشهيرة للصين قبل خمس سنوات والتي فتحت باب التعاون مع الشركات الصينية والتي ستزداد أكثر بعد زيارته الثانية- حفظه الله- المرتقبة للصين في شوال القادم.
لدينا معطيات كثيرة ونجاحات متعددة أبهرت الصينيين حين تحدثنا عنها ويعتبروننا معجزة الصحراء العربية.
أسرتني في الصين البساطة والقيم العريقة الراسخة والثقافة القائمة على الإنتاجية، أتمنى بحق أن تكون سمات لمجتمعنا الذي يتميز بالكثير من الجماليات ويحتاج لتحويلها إلى منظومة الكل يعمل على ترسيخها.
بهذه التعليمات لابد أن يعوا أن ذلك يهدف لتغيير قيم الشكلية الخاوية التي تهدر الكثير من المال والجهد، مثلها في ذلك الولع الغريب بحرف الدال عند مسؤولينا ومسؤولاتنا وكأنه مفتاح الخزائن المستقبلية ولاننكر أننا في مرحلة ماضية أجبرنا الناس على الهوس بحرف الدال لأننا كنا لاننظر للخبرة بل للشهادة حتى لو آتى بها صاحبها من الإنترنت أو من دكاكين الجامعات أو مقابل تأشيرات عمرة وحج لبعض أبناء الدول الإسلامية، لكن تغيير القيم يحتاج إلى وقت وإلى قوة في التنفيذ.
لايهتم الصينيون بالحديث باللغة الإنجليزية ولايشترط في المسؤولين حصولهم على حرف الدال أو التحدث بالإنجليزية فيوجد مترجم واحد يؤدي المهمة، الخبرة والتمكن والدراية والانضباط هي القيم الراسخة في اختيار المسؤولين.
القيمة الراسخة هي العمل والإنتاج، وعلى الرغم من أن دخل الأسرة الصينية مرتفع وعدد الأبناء لايتجاوز الواحد إلا أن الكل يعمل ولاينتظر وظيفة الدولة حتى تأتي، هو لايعيش بدون عمل، الحياة بسيطة وقائمة على الإنتاج.
ابنة وحيدة لأستاذين في الجامعة، مرفهة لكنها لاتشعر بقيمة الحياة دون أن يكون لديها عمل وإنتاج، لذا تقوم بتدريس أبناء الجاليات اللغة الصينية مقابل الأجر بالساعة وتأتي إلى بيوتهم بمواعيد دقيقة وعلى دراجتها!
ثقافة العيب مرتبطة لديهم في أنك خامل لاتعمل وليست مرتبطة بماذا تعمل؟؟
الزمن له قيمته المقدرة، ومواعيد الطعام مقدسة فالسادسة صباحا موعد الإفطار والواحدة ظهرا موعد الغداء والسابعة مساء موعد العشاء، حين تحل هذه الساعة يأكل الصيني في أي مكان وعلى أي وضع فطعامه في زوادته التي لاتفارق ظهره، يأكل وهو في متجره أو في مكتبه، أو في الشارع وهو في انتظار حافلة نقل، طعام عملي وصحي وبدون موائد وتجمعات تهدر الوقت!
المشي مقدس هو الآخر يخرج الصينيون في المساء وقبل النوم يملؤون الشوارع الكثيرة المخصصة للمشي وسط الأسواق والأحياء والتي يمنع دخول السيارات فيها، يمشون ويهرولون ويركضون، أجيال متعددة ومتنوعة، لم تغفل أمانات المدن أو تستكثر وضع طريق للمشي في كل حي لأنها تعمل على تنشئة المواطنين تنشئة صحية وبث قيم الرياضة والبدن المتعافي حتى تحافظ على مستوى إنتاج عالٍ وحتى لاتكلف خزينة الدولة بأمراض تداهم الناس وهم في الأربعينيات فيتحولون إلى عبء بدلا من قوى إنتاجية.
منظومة واحدة تسير في كل مناحيها لتيسير سبل حياة جيدة تقوم على تأسيس البنية التحتية ثم استثمارها في بناء دولة عريقة تشير التوقعات إلى أنها ستكون الدولة الأقوى في العالم.
يتعلم الأجانب اللغة الصينية لإدراكهم قيمة الصين التجارية الكبرى، ومنذ أوائل التسعينيات انفتحت الصين على العالم بعد إضراب بكين الشهير والتجمع الشعبي الذي أجبر الحزب الحاكم على الانفتاح، فكانت الثورة الصينية المذهلة التي استثمرتها السياسة السعودية بزيارة الملك عبد الله الشهيرة للصين قبل خمس سنوات والتي فتحت باب التعاون مع الشركات الصينية والتي ستزداد أكثر بعد زيارته الثانية- حفظه الله- المرتقبة للصين في شوال القادم.
لدينا معطيات كثيرة ونجاحات متعددة أبهرت الصينيين حين تحدثنا عنها ويعتبروننا معجزة الصحراء العربية.
أسرتني في الصين البساطة والقيم العريقة الراسخة والثقافة القائمة على الإنتاجية، أتمنى بحق أن تكون سمات لمجتمعنا الذي يتميز بالكثير من الجماليات ويحتاج لتحويلها إلى منظومة الكل يعمل على ترسيخها.