هو قناع ممزق منذ أن استتر به وجه الدولة اليهودية العنصرية البغيض، لأن ذلك الوجه القبيح بملامحه الإجرامية الغليظة لا يمكن أن يختفي وراء قناع مهما كانت مساحة ذلك القناع.
هجم الإرهابيون الحقيقيون على سفن أسطول الحرية في عرض البحر، واعتدوا على المتضامنين العزَّل الذين كانوا على متن تلك السفن هجوماً همجياً لا يستند على مسوِّغٍ يمكن أن يقبله عقل، هاجموا الأبرياء، وأهدروا الدماء، هاجموا دول العالم كلِّه بلا استثناء، لأنهم هاجموا سفناً مسالمة في مياهٍ دولية، هاجموا القوانين والأنظمة والأعراف الدولية، هاجموا مجلس الأمن وهيئة الأمم، هاجموا مؤسسات وجمعيات حقوق الإنسان، هاجموا الأخلاق والقيم، قتلوا برصاصهم الطائش الإنصاف والعدل، ارتكبوا جريمة معلنةً لم يستطع ظلام الليل الدامس أن يخفيها، ولم يستطع التعتيم الإعلامي الصهيوني أن يحول بين الناس وبين رؤية صور دامية منها، كل ذلك حدث لأسطول الحرية، فأين العالم المتحضِّر الذي يدعي أنه ينصف المظلوم ويردع الظالم؟ سؤال جوابه واضح معروف منذ أن عرفنا الدنيا، وعرفنا معها دولة الكيان الصهيوني التي لا خلاق لها، ولكننا نكرر السؤال لنرفع صوت الاستنكار لهذا التواطؤ الدولي الواضح مع مجرمي هذا العصر، ولهذا الصمت العالمي الرسمي الذي يؤكد أن هنالك خللاً كبيراً في ضمير القوانين الدولية، والسياسة العالمية. دولة الإرهاب الحقيقي ترتكب أفظع الجرائم باغتصاب الأرض الفلسطينية وتشريد آلاف الفلسطينيين، وقتل الآلاف، وسجن الآلاف، وترسم خططها المكشوفة للعالم كله لتهويد القدس ولهدم المسجد الأقصى، وتحيط غزة بسكانها الذين يقتربون من المليونين نسمة بسياج ظلمها وقسوتها في أسوأ حصار «غير إنساني» عرفته البشرية، وتصر على سدِّ جميع المنافذ التي يمكن أن يدخل منها ما هو ضروري للإنسان من الغذاء والدواء والكساء، وتحول بين أهل الخير الذين يريدون أن يقوموا بدورهم المطلوب في مثل هذه المواقف، ثم ترتكب هذه الجريمة في حق أسطول الحرية الذي حمل عدداً من المتضامنين مع سجناء غزة من أكثر من أربعين دولة عربية وأوروبية ثم ماذا؟
موقف دولي مؤسف، وصمت عالمي مطبق، واسترخاء مزعج من هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، يوحي بأن دولة الإرهاب الصهيونية تفعل ما تشاء؛ لأنها على ثقة من التغطية الرسمية التي تحمي إجرامها وإرهابها وقرصنتها.
لا نجد ما نعبر به في تصوير مشاعر الأسى والحزن تجاه هذا الظلم إلا أن نقول - ونحن على ثقة بنصر الله للمظلوم - «حسبنا الله ونعم الوكيل»، لقد رأينا أبشع صورة يمكن أن تقع عليها عينُ ناظر، وشهدنا على إرهاب وقرصنة بحرية، واعتداء سافر على الأبرياء المناصرين للضعفاء، المتضامنين مع الفقراء، ولا نملك إلا أن نكرر «حسبنا الله ونعم الوكيل». أما العالم بدوله وقوانينه وأنظمته فنقول له: لا تظنوا أن الله سبحانه وتعالى غافل عما يعمل الظالمون، أنتم - والله - بهذا الصمت تشاركون المعتدي في اعتدائه، وتحملون معه آثامه وأوزاره، وتبعات إجرامه، وتتعرضون لعقاب الله سبحانه وتعالى في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
لقد سقط القناع الممزق عن الوجه البغيض، وسوف سنرى بأمِّ أعيننا النتائج الخطيرة على الدولة المعتدية التي أصبحت عاجزة عن تحسين صورتها البشعة في العالم الغربي بعد رؤيتها عارية أمام أسطول الحرية الذي رفع لواء الحق.
إشارة: فرجاؤنا ودعاؤنا ويقيننا
وولاؤنا للواحد القهَّارِ