يسكنه حب الغناء ويختلط بصوته مسك ونغم امتزج في حبال الشجن ليهبنا تذكرة عبور إلى فضاءات لا تَحتمل سوى (طرب) ينفر منه كل نشاز. عبدالكريم عبدالقادر شيخ الفنانين الخليجيين وكبيرهم الذي علمّهم (سحر) الغناء واستمالت نحوه كل أذن تعشق الجمال، وصاح بنا يوماً (أجرّ الصوت). عبدالكريم عبدالقادر عدو (الكسل) الأول وتعلمنا منه أن الغناء (دم يجري) في عروقنا وهواء نتنفسه، حتى وإن تجاهلوه (عمداً) فإننا دون أن ننتبه جعلناه واحداً من الذين رسموا لنا بصوتهم حدود المكان فاختلط علينا كل شيء. عبدالكريم صوت تصطك منه نواجذ البحار خوفاً، ويرتعد الموج وتسكنه الرمال وينساب الحزن في العروق ومن منا ينسى (إلا وا عذابي). زامر الحي لا يطرب وجريحنا (أبو خالد) لم تتكلل مساعي صوته إلا بحب التف على مسامعنا رغم خوفه الشديد من (المسرح) الخشبي، لكنه بقي وما زال شامخاً على مسرح أيامنا وليالينا. فتشوا في ذاكرتكم عن الكويتي عبدالكريم عبدالقادر لتجدوه محفوراً في المقدمة دونما يعتليه الغبار ولمجرد سماعكم صوته ستشعرون بـ(حلاوة) ورائحة زكية وربما ستسمعون هدير البحر وأصوات النوارس.