Al Jazirah NewsPaper Monday  31/05/2010 G Issue 13759
الأثنين 17 جمادىالآخرة 1431   العدد  13759
 
من القلب
شاعر ورئيس نادٍ.. ما صارت!!‏
صالح رضا

 

قال أفلاطون الفيلسوف الإغريقي الشهير عن الشعراء: ‏‎)‎‏كل ‏الشعراء الكبار، الملحميون منهم والغنائيون، ينظمون قصائدهم ‏الجميلة ليست كروائع فنية، بل لأنهم ملهمون كبار).. وأعرف ‏تماما أن الشاعر العظيم هو أثمن جوهرة في الأمة.. فلا ريب عندي ‏أن سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد شاعر كبير ومجيد.. ومن ‏جواهر الأمة.. إضافة إلى حفظه أجزاء كثيرة -وهو الأهم- من ‏القرآن الكريم. ‏

هذا وعندما كان الأميران بندر بن محمد وعبدالرحمن بن مساعد ‏مرشحين لرئاسة الزعيم.. كنت أميل لترشيح الأمير بندر ‏للرئاسة الزرقاء أكثر من رغبتي في ترشح الأمير عبدالرحمن لسبب ‏بسيط جداً.. وهو أنه شاعر مفوه.. وله أسلوب ومدرسة ساحرة.. ‏وله أيضا روح مرحة.. ولكنها لا تؤكل (عيشا) في دنيا الأندية.‏

وكنت أقلبها آنذاك في رأسي.. إن هذا الرجل في موقع مختلف عن وسطنا الرياضي باعتباره يعيش في عالم الشعر والشعراء ‏المتميزين.. وكنت أعتقدت أنه في حالة ترشيحه لن يستمر موسما ‏واحدا.‏

كنت أيضاً في الموسم الأول لرئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أتحاشى ‏الكتابة عن سموه.. بل كنت أتمنى مرات كثيرة أن يعود أخوه سمو ‏الأمير عبدالله بن مساعد لاستكمال المسيرة.. فهو رجل له خبرة ‏رياضية سابقة وجيدة.. كما أنه اقتصادي وعقلية عملية وجادة.. أما ‏الشاعر فليس له مكان في الأندية كما أسلفت.. خاصة وهو يترأس ‏ناد من أكبر أندية العالم العربي وأكثرها بطولات وأمجاداً ‏ومجداً.. ومحبوه كثر وحاسدوه أيضا كثر.. ولا يمر موسم إلا وقد ‏ارتفعت معدلات بطولاته إلى المزيد والمزيد في نهم يغبط عليه من ‏الجميع.‏

هذا، وكنت قد انتقدت سموه فيما أرى أنه جانب فيه الصواب.. ‏وتعامل معي بأدب جم وبحسن نية مفرطة.. ومرت الأيام، وإذا بي ‏أجد أن سموه ربان ماهر للسفينة الزرقاء وهي تبحر في بحر لجي ‏متلاطم.. وإنما بتلك الشاعرية.. وبذلك الخلق النبيل.. أضاء حقبة ‏جديدة من أخلاقيات نبيلة بدأ الوسط الرياضي في تلقيها بدهشة.. ‏حتى أصبح موضع الإعجاب والانبهار. ‏

إن الأخلاق والشرف والنزاهة والتواضع هي شجاعة الرجل القوي.. ‏وهي لعمري سيرة رجل عظيم بكل المقاييس.. منذ نشأته في كنف ‏أب زاده اليومي التقى والقرآن الكريم.. فغرس في أبنائه معينا ‏إيمانيا لا ينضب.. وها هي إدارة الشاعر تنتقل من مجد إلى مجد.. ‏ومن قمة إلى قمة.‏

ولكن.. لسموه أخطاء واضحة.. فكون فريقه حقق بطولتين ‏كبيرتين في الموسم المنصرم.. ثم يخرج وينوه بأنه نادم على دخوله ‏للوسط الرياضي وغيرها من التعابير التي من الممكن أن يقولها ‏لصديق وليس لأجهزة الإعلام.. فمثل هذه الروح النادمة تتسرب ‏حتما إلى اللاعبين.. فيوجدون لأنفسهم الأعذار في اللاشعور.. بأنه ‏إذا كان القائد قد تعب و(زهق) وهو لا يلعب ولا يتعرض ‏للإصابات.. فما بالنا نحن أساس الفريق وأدواته في الميدان ؟!.‏

اللاعبون في كل أنحاء الأرض يدينون بالإعجاب بالإداري القوي ‏الذي يجابه الآخرين مدافعا ومناكفا عن ناديه حتى آخر لحظة في ‏تواجده على كرسي الرئاسة.. وبالمدرب الشجاع الذي لا يتبرم ولا ‏يسخط.. بل ينقلهم من أمل إلى أمل في صبر وأناة وجلد.. لتتسرب ‏روح المقاومة والقتالية إلى اللاعبين.‏

المدرب الصربي نيبوشا.. مدرب شجاع ومقاتل فانعكست روحه ‏على لاعبي الأهلي آنذاك.. واستطاع نيبوشا تصعيد عدد من ‏اللاعبين الشجعان وحقق بالتوليفة ‏الشجاعة بطولتين من أمام النمر الاتحادي الذي كان يفترسهم ‏بالأربعة والثلاثة.‏

أيضا هناك ملاحظة جديرة باهتمام سمو رئيس الهلال.. وهي ضعف ‏الاهتمام بالقاعدة.. وبالتالي ‏ضعف المخرجات لتلك القاعدة.. وإنني لمتأكد أن سموه سيتقبل ملاحظاتي بصدر ‏رحب.‏

أخيراً ليتذكر سموكم.. أن الرجل القوي.. يكتسب رجالا أقوياء.. ‏ومن ثم يجعلهم أقوى. وبالله التوفيق.‏

نبضات!!‏

- المماحكات التي تدور بين الرائديين والتعاونيين شيء معيب ‏في حق المنطقة والمدينة التي يقتسمونها.. وكانت فكرتي ‏السابقة إيجابية عن الناديين البريداويين.. ويظهر إننا سنرى ‏موسما قاتما الصورة بين الناديين وهما يلعبان معا ‏في الدوري الممتاز.. لذا على عقلاء الناديين أن يحجما الاندفاع ‏نحو التصاريح التي توغر الصدور دون مردود حقيقي على ‏الناديين!!‏

- مجلس الشورى ناقش الشأن الرياضي في جلسة سابقة.. ‏وهذا المجلس تدخل فيما لا يفقه فيه من قريب أو بعيد.. فأنا ‏كمواطن لم أشعر يوما أنهم قدموا لي خدمة حقيقية.. حتى ولا بطاقة ‏تأمين صحي للمتقاعدين وهم الفئة الأحوج!!‏

- كثيراً جداً من الأهلاويين يسألونني عن صفقتي موسى والمر.. ‏فأتحفظ وأذهب بعيدا عنها.. ورضوخا لهم أؤكد أن صفقتي (الكاملين) ممتازتين.. لكن مشكلة الأهلي الكبرى تكمن في قلب ‏الدفاع.. أي (السنترهاف) بلغة ملعب الصبان.. فالعمق ‏الأهلاوي هو سبب أكثر الهزائم إيلاما.. فإلى جانب وليد ‏عبدربه يحتاج الأهلي بوضوح إلى مدافع كبير ومستواه يفوق ‏عبد ربه.. ويتمتع بمواصفات استثنائية كبيرة.. وإلا صفقتا ‏الكاملين لن تحل المشكلة.. وقد يخفف من المشكلة ‏إحضار محور متمكن ليخف الضغط وإصلاح الضعف عن ‏العمق الأهلاوي.. ولا أعلم إلى أين أنت ذاهب يا فارياس؟!!‏

- كل الأمل في الشاب الرائع الأمير فهد بن خالد بتغيير ذلك الفكر ‏الانهزامي تجاه الجار.. فالاتحاد مسيطر على أغلب لقاءات ‏الفريقين حتى على مستوى الناشئين وكذلك الشباب والفريق ‏الأول وعلى حد تعبيرهم -رايح جاي-.. والهروب نحو إيجاد ‏منافس بديل لا يحل المشكلة بل يعمقها.. مع أصدق التمنيات ‏لأبي سعود!!‏



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد