Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/05/2010 G Issue 13758
الأحد 16 جمادىالآخرة 1431   العدد  13758
 
هذرلوجيا
هات (أقهوه) أيضاً
سليمان الفليح

 

قلت في المقالة السالفة وفي صدد ترحيبي (الالتقافي) -لا الثقافي (!!) بالأصدقاء القاصين الثلاثة (جار الله الحميد، وسعد الدوسري، ويوسف المحيميد) أقول: قلت إن المناط به للترحيب بهم هو الأستاذ رئيس التحرير وقلت إن دوري -الالتقافي- يشبه إلى حد ما ما يردده الآخرون (هات أقهوه) حينما يأمر السيد بذلك. وبالطبع لم أقل إن هذا النمط من الناس يُسمون (الألاضيش) حسب تعبير عمنا الراحل محمود السعدني - رحمه الله - إذ ليس لهم دور لدى الحكام أو السيد إلا هذه الوظيفة ال(جد هامشية)، وقلت أيضاً - أي في المقالة ذاتها- أن لدي قصة عن (القصة والقاصين). وذكرت للسادة القراء كيف وقعنا (أنا والشعراء مسفر الدوسري وفهد عافت وناصر السبيعي في (براثن) سيدات ارستقراطيات مخبولات ب(الفن) بمختلف أشكاله وكيف عشنا في تلك الفترة الزاهرة (البريئة) في أرقى وأروع حالات (المنجهة) التي تليق بشعراء جياع أتوا من صحراء جرداء لا تنتج إلا الجرابيع والضبّان وأصبحوا بفضل هذه (الصُحبة) المدهشة لا يأكلون إلاّ أفضل أنواع (الاستكوزا) ولا يتناولون صباحاً إلا أفضل أنواع الكافيار ناهيك عما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة التي لا نعرف بعضها ولربما هن لا يعرفن بعضها أيضاً (!!).

وقلنا للسادة القراء في المقالة السالفة -سالفة- صديقنا الذي (نشب في حلوقنا) واتهمنا بالخيانة ونكران ما بيننا من ملح وخبز، وأصر أن يخترق عالمنا (المدهش) بأي شكل كان، ولكي لا نخسره كلياً قلت له: يا رعاك الله يا فلان، إن أولئك السيدات المحترمات لا يستقبلن أياً كان ما لم يكن فناناً معتبراً، بل يطردنه (شر طردة) إذا لم يكن مبدعاً في فنٍ ما وأنت يا صديقنا المبجل لا تحسن حتى الكلام العذب ولا تعرف من دنياك شيئاً إلا أن (تُصعّر) خدك الجميل في الأسواق لتصطاد (عثالب) النساء، ثم إنه ليس لديك (ثقافة اجتماعية) تحسن من خلالها حتى الاتكيت، حينها زمجر الصديق إياه كفحل الجمال وقال (دبّرني) بأي شكل وإلا فضحت هذه العلاقة (المشبوهة) بينكم وبين أولئك السيدات وقلت عنها -جزافاً- ما لم يقله مالك في الخمر وكتبت ذلك في منشور وسأوزعه على كل الصحف والوكالات. وهنا قفزت إلى ذهني فكرة تنجينا من تهديده اللئيم لذا قلت له: حسناً سنأخذك معنا ولتكن (قاصاً) أي كاتب قصة. وهن بالطبع لن يطلبن منك أن تقرأ قصة لأنها تحتاج إلى حفظ فظيع لم يصل إليه إلا صديقنا الراحل (عبدالله بامحرز) ونحن بهذه الكذبة الكبرى سندخلك إلى ذلك العالم السحري الذي ترنو إليه!!

اتفقنا إذن. ثم حملناه وإيانا مرغمين على جناح الريح، وحالما هبطنا به استقبلتنا أكبرهن، وهي عجوز شمطاء حيزبون لا تشبه إلا غولدماير وفجأة (نبحت) بوجهي: من هذا (مستر سليمان؟!) وقلت لها إن هذا صديقنا القاص العظيم (فلان الفلاني)، فانفرجت أساريرها المتغّضنة وقالت وهي تلتفت للخلف: يا بنات (لم تقل يا عثالب أو سيدات) إن السيد سليمان أحضر الليلة لنا مفاجأة كبرى. لقد (جلب) لنا (واحد قاص!!) ثم صفقن بابتهاج كبير، وسنكمل لاحقاً.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد