Al Jazirah NewsPaper Sunday  30/05/2010 G Issue 13758
الأحد 16 جمادىالآخرة 1431   العدد  13758
 
نصيحة قارئ مخلص
عبدالرحمن بن سعود الهواوي

 

أيها الكاتب، يا من أكل الدهر عليه وشرب، أنا أقرأ ما تكتب في الجرائد فقط لأني أعرفك، فما تكتبه مفهوم عندي حتى لو كتبته بالأوردو، وأنا أعرف أن لك واسطة عند الجريدة، ولكن مشكلتك أنك تكتب.....

.....ما لا يفهم، ما تكتبه عصي فهمه على أناس عصرك، الناس في واد وأنت في واد آخر.

يا أيها الكاتب، والله ثم والله أني أرحمك وأشفق عليك، لقد ضيعت وقتك، وأرهقت جسمك وأضعفت نظر عينيك وأنت تديره من كتاب إلى كتاب، ارحم نفسك فقد جاوزت السبعين، الناس في هذا الزمن في غنى عن تجاربك، تجارب الماضي سوالف قديمة، فالناس هم الناس في كل مكان وزمان.. اسمع نصيحتي إذا أنت مصر على الكتابة فعليك أولاً أن تستبدل صورتك في الجريدة، فهي صورة قديمة وسمها الدهر بعلماته، غيرها بصورة جديدة عليك بالمكياج فالزمن زمن مظهر وشباب، وإذا أنت مصر على الكتابة فكم من الدراهم تعطيك الجريدة عن المقال، لأن الزمن زمن دراهم، فنعذرك ونقول: إن كاتبنا يبحث عن الدراهم. ولو أنك في سن الشباب لقلنا إن صاحبنا يروم الرتبة العالية والمكانة المشهورة ولكن إذا فات الفوت لا ينفع الصوت.

اسمع نصيحتي مرة أخرى إذا أنت مُلِحّ، مُصِر على الكتابة، فعليك أن تكتب عن المرأة في حالة عرسها وطلاقها وإرضاعها لمحرمها السائق الهندي والأندونيسي والبنغالي وعليك أن تكتب عن الكورة وعن العقول التي في الأرجل وعليك أن تكتب عن الوناسة في الفن والرقص والغناء. وعليك أن تكتب عن رواد المطاعم وأصحاب الأكلات السريعة. وعليك أن تكتب عن البنوك وقروضها وبطاقاتها الائتمانية. وعليك أن تكتب عن السلع وأسعارها والأراضي وامتداداتها، والوظائف وإعلاناتها، والطرق وحوادثها.. أيها الكاتب هذه هي ثقافة ومشكلة الساعة، فالكاتب الفطن هو الذي يتماشى مع وقته الراهن.

ونصيحتي الأخيرة لك احذر أن تكتب عن الشعر الفصيح وضروبه فالساحة اليوم هي للشعر العامي والنبطي وملايينه.. فأنا أخاف عليك في أنك لو فعلت لوصلك الشيء الكثير من المهانة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد