تفاعلاً مع ما كتبته الأخت أميمة الخميس في زاويتها نوافذ في العدد الصادر بتاريخ 21 ربيع الآخر من العام 1431هـ حول طفل الحدود الذي تركته والدته الأجنبية بعد انفصالها عن زوجها السعودي وغادرت بتأشيرة خروج نهائي وتركه والده على الحدود البرية نكاية بوالدته إلى أن التقطته إحدى الدوريات الأمنية وقادته إلى مركز شرطة تبوك وبقي لديهم إلى أن قيض الله له أحد المحسنين الذي تكفل بإيوائه مع أبنائه وكان الواجب أن تقوم بهذه المبادرة وزارة الشؤون الاجتماعية كحالة اجتماعية خاصة ولكنهم تدخلوا لاحقاً وأبدوا استعدادهم للتكفل بالطفل دون أمه التي حضرت بتأشيرة عمرة لرؤية ابنها، واعتبرت الأخت الكاتبة أن تكفل الوزارة برعاية الطفل دون أمه هو أحد تجليات الفكر المغلق إذ كيف تعجز الوزارة عن تأمين مأوى متقشف للابن وأمه الواقعين تحت هذا الظلم الاجتماعي الغريب في عالم تجلت فيه معالم الاستقرار والمدنية وارتفعت شعارات حقوق الإنسان والشعارات المناهضة للعنف الأسري.

أجل إنَّ من تجليات الفكر في أي جهة هو التأخر في التفاعل مع بعض واجباتها ثم التفاعل بطريقة غير متكاملة كما في تفاعل الوزارة مع هذه الحالة وكما في وقوفها موقف المتفرج من تنامي ظاهرة التسول وعدم التفاعل بأي شيء يذكر مع ما تعج به الصحافة المحلية من كتابات وشكاوي من تنامي هذه الظاهرة وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحتها بطريقة مدروسة توفر للمحتاجين إلى التسول البدائل التي تغنيهم عن ذلك وتمنع ما سواهم بالطرق المناسبة وهذا لا يتحقق إلا بتوفير العدد الكافي من مكاتب المكافحة ليشمل كافة المحافظات بدلا من الانكفاء على هذا العدد القليل من المكاتب التي لم يطرأ عليها زيادة منذ إنشائها وهي مكاتب قليلة النشاط مقارنة بنشاط المتسولين وتواجدهم حتى بالقرب من مكاتب المكافحة والجهات المتعاونة معها، وأخيراً لا ننكر أننا نلمس إعلامياً بعض التوجه لدى المسؤولين في مقام الوزارة نحو التجديد والتغيير ونرجو أن ينعكس ذلك على الواقع العملي الملموس.. وفقهم الله.