جازان - جبران المالكي:
تمنى سكان مركز عثوان بمحافظة الداير، شرق جازان، من وزير النقل التدخل لحل معاناتهم المتمثلة في طريقهم الذي أسموه في يوم ما بطريق الأحلام؛ ظنا منهم أنه سيُنهي معاناتهم لعقود مع سيول وادي الجوة. وقد أُنشئ الطريق داخل أحد الأودية، وجرفت السيول جزءا منه قبل أسابيع، ولم تحرك الجهات الرسمية بالمنطقة ساكنا تجاهه. مشيرين إلى أن الأجزاء التي لم تنجرف أصابها التلف، وأن ما بقي من الطريق والبقية سيذهب مع أول سيل.
وقالوا إنهم لا يزالون بعد في بداية موسم الأمطار، وأن جزءا من الطريق تحول إلى مجرى للسيل، وأن السيارات لم تعد تجد طريقا إلا في وسط الوادي؛ ما يهدد العابرين ويشكّل خطرا على سلامتهم. وأضافوا أن منسوب التربة بالوادي أصبح مرتفعا وأوشك أن يلامس مستوى الطريق؛ ما يشير إلى أن السيل سيجرف أي سيارة تعبر أثناء هطول الأمطار، وأن العبارات التي لا يزيد ارتفاعها على المتر قد امتلأت بالصخور والأتربة، وأنها لا تفي بالغرض.
وقال السكان، الذين ما فتئوا يشيرون منذ بداية تشييد الطريق إلى المخاطر المحيطة به؛ كونه اعتمد على تجميع التراب على جانب الوادي ثم السفلتة وتركه بدون حواجز أسمنتية تمنع انجرافه، إن الجهات المنفذة لم تأخذ بمبدأ السلامة، على الرغم من إنفاق الملايين على الطريق ليخدم السكان ويحميهم من مخاطر السيول التي ظلت تؤرقهم خلال العقود الماضية، وفجأة طارت أحلامهم بعد أن عادت الأمور إلى سابق عهدها.
وبات على السكان التوقف في مدينة الداير عند هطول الأمطار خشية مداهمة السيول لهم وهم في داخل الوادي، ما لم تتدخل الجهات الرسمية وتضع حلا لمعاناتهم القائمة التي ستزداد يوما بعد يوم ما لم تكن هناك حلول جذرية، بحسب المواطن سليمان السعيدي الذي كادت السيول تجرفه قبل أيام، حيث فوجئ بأن الأسفلت قد جرفته السيول، فعاد ليبقى لساعات منتظرا، ومعه العشرات من سائقي السيارات، انتهاء السيل؛ ليجدوا أن الطريق قد امتلأ بالصخور؛ ما اضطرهم لإحضار شيول على نفقتهم الخاصة وفتح الطريق.
أما المعلم أحمد يحيى فإنه يضطر إلى عبور الطريق صعودا إلى مدارس عثوان، وقد أبدى استغرابه من إنشاء الطريق داخل الوادي بهذا الشكل.