** لغتنا العربية.. لغة ثرية.. وليست لغة عقيمة ضعيفة.. فيها من العبارات والألفاظ ما لا يمكن أن تحفل به لغة أخرى.. بل إن بعض الكلمات العربية لا يوجد لها ما يقابلها من أي لغة أخرى رغم أن هذه الألفاظ مهمة في التعامل البشري ومع ذلك.. نقف نحن العرب أمام لغتنا موقف الضعيف الهاجر للغته الباحث عن بدائل أو مستخدماً لألفاظ بشعة صعبة.
** لقد أطلقنا تسميات غريبة على محلات ومتاجر.. واستوردنا أسماء غريبة.. وأطلقناها على الكثير من محلاتنا.. سواء كان ذلك متاجر أو مؤسسات أو حتى مقاهٍ ومطاعم.
** ثم إننا أيضاً.. أطلقنا ألفاظاً شاذة وغير مرغوب فيها على بعض الهيئات وكأن لغتنا عقيمة أو كأنها لا تملك عبارات وألفاظ أفضل.
** لقد سمينا إدارة.. بإدارة المتخلفين لسنين.. مع أن بوسعنا أن نوجد أسماء بديلة بسهولة ويسر.
** وسمينا إدارة.. بإدارة المجاري لسنين.. وكأننا لا نقدر على إطلاق عبارة الصرف الصحي أو أي مصطلح آخر.
** وسمينا مركز المسنين.. والصُم والبُكم.. وهناك أمثلة أخرى.. ولكن المشاهد أيضاً.. أننا أكثر شعوب العالم تغييراً لأسمائهم.
** نقرأ في الصحف ونتابع الإعلانات ومنذ سنين. فنجد العشرات يرغبون في تغيير أسمائهم.. وعندما تحاول قراءة أسماء هؤلاء الراغبين في التغيير.. تجدها أسماء بشعة لا تليق.. وفيهم رجال ونساء ولست هنا لأضرب أمثلة بهذه الأسماء رغم أنها موجودة لدي.. وفيها أسماء مضحكة ومضحكة جداً.. ذلك لأني لا أريد إحراج أحد.. بل أن بعضهم أصدقاء وزملاء.
** أما لماذا تم تسميتهم بهذه الأسماء العجيبة.. فاسألوا الآباء والأمهات الذين ضاقت بهم قواميس اللغة العربية وقواميس اللغة العامية أيضاً.. ليطلقوا أسماء غريبة شاذة مضحكة على أولادهم.
** هناك بالفعل.. من غيَّروا أسماءهم وهم ليسوا قلة بل كثرة.. بل إن بعضهم قد غيَّر اسمه وهو فوق الستين سنة.
** نعم.. متقاعدون غيَّروا أسماءهم لأنهم لم يقدروا على الصبر عليها حتى ولو في الهزع الأخير من العمر.
** حتى وزاراتنا.. لا نكلف أنفسنا عناء البحث عن اسم مختصر وذي مدلول.. فقد كانت وزارة البرق والبريد والهاتف تحمل هذا الاسم عقوداً طويلة مع أن الأصلح والأسلم والأدلف هو وزارة الاتصالات.
** وهكذا وزارة البترول والثروة المعدنية.. الأدق والأصلح والأفضل.. وزارة النفط.. أو وزارة الطاقة.
** وهكذا وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يمكن أن تسمى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف فقط. أو حتى وزارة الأوقاف فقط.. ومن الطبيعي أن تتبع لها كل الشؤون الإسلامية ولا حاجة أن نقول الدعوة والإرشاد.
** فبلادنا.. بلاد القرآن الكريم.. أفصح كتاب..
** وبلادنا.. بلاد اللغة العربية ومهبط الوحي.
** وبلادنا.. بلاد العلماء وجهابذة اللغة.
** فكم لدينا من كلية لغة عربية؟
** وكم لدينا من أستاذ (بروفسور) لغة عربية؟!
** وكم هم..خريجو اللغة العربية بنين وبنات؟
** ومن الأسماء المحرجة أيضاً.. (المعاقون).. و(القدرات) إذ يقال.. إن فلان أو الشاب فلان أو الشابة فلانة.. رسب أو (سقط) في امتحان القدرات وهذا كلام محرج للغاية.. بمعنى أنه لا يملك قدرات أو بلا قدرات.
** نحن لدينا كليات للغة العربية وأظن.. أن هناك جمعية للغة العربية..وبوسعنا.. إذا أردنا تسمية أي شيء.. أن نفتح جسوراً مع هؤلاء ونقول لهم.. أعطونا أسماء عربية في هذا الميدان.. أو في هذا المجال.. وسيعطونك ما تريد.
** لابد من إعادة النظر في مثل هذه التسميات السريعة المحرجة.. ولابد أن نختار الأسماء بعناية.