المشهد الذي انتشر في اليوتيوب لمجموعة من الشباب السعوديين وهم ينقذون أطفال المدارس العالمية, الذين احتجزهم المطر في أحد أنفاق مدينة الرياض، هو مشهد يمكن قراءته عبر مؤشرات ودلالات عدة:
في المشهد ما يدحض أسلوب جلد الذات المتوالي والتشكيك في جدية الشباب السعودي وقدرته على التعامل مع المواقف بما تستحق، فقد كانت سمات الشهامة والنخوة وإغاثة الملهوف بادية عليهم.
كما يظهر هذا الموقف الحاجة الماسة لتدريب الشباب على عمليات الإنقاذ الطوعي في الأزمات والكوارث، إذ يصعب وجود فرق الإنقاذ المتخصصة في كل المواقع في وقت واحد في مثل هذه الظروف الدقيقة، فيكون الشباب المتطوع المدرب مساعداً على تقليل الخسائر ومساهماً في خدمة المجتمع.
أظن أن الوقت الآن مناسب لمراجعة قوائم أنشطتنا المدرسية والجامعية والتي تركز على منظومة القول الأخلاقي النظري ويقل اهتمامها بتدريب الشباب على العمل التطوعي والخدمي مع أنه قيمة إسلامية عليا، وهو في ذات الوقت قيمة هامة في سلم مؤسسات المجتمع المدني.
لقد أسرفنا على أنفسنا في مرحلة سابقة بملاحقة الشباب بالنظرة المستريبة دائماً وفي كل الأحوال التي تستدعي والتي لا تستدعي, مما أنتج نوعاً من الانعزالية والانفصال بين الهم الاجتماعي وبينهم.
نتوسم أن تبادر المؤسسات الوطنية المختلفة الشباب بالثقة وحسن الظن وتعمل على استثمار طاقاتهم بالعمل المجتمعي، (ففيهم البركة وحين نحتاجهم نلقاهم).
