Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/05/2010 G Issue 13736
السبت 24 جمادى الأول 1431   العدد  13736
 
طالبات التحضيرية يناشدن عبر (الجزيرة) مديرة الجامعة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود بمعاقبة المقصرين
في غياب دور الأمن النسائي
طالبات السنة التحضيرية بجامعة الأميرة نورة بعد ما مروا به خلال العاصفة التي ضربت الرياض: كيف ندرس في هذه المباني المتهالكة وأين التنظيم؟

 

الجزيرة - هبة اليوسف:

ناشدت طالبات السنة التحضيرية عبر الجزيرة مديرة الجامعة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود بمعاقبة المقصرين، حيث ذكرت أنفال الحجيلان من قسم علم النفس أن ما نشر في وسائل الإعلام لم يصف الحادثة بشكل دقيق، فالجامعة قبل حدوث العاصفة وهطول الأمطار تفتقر لوسائل الأمن، كما أنه لا يوجد بها ممرضة أو طبيبة تشرف على الحالات الطارئة كما هو معروف بكل الجامعات، فقد حدث قبل مدة لإحدى الطالبات إغماء ولم نجد أحدً يساعدها مما اضطرنا نحن الطالبات لنقلها للمستشفى ومن ثم الاتصال بأهلها، كما أنه سبق وأغلق المصعد على طالبتين مكثتا فيه قرابة الساعة ولم ينقذهما - بعد الله سبحانه وتعالى - إلا البلاك بيري الذي تواصلا عن طريقه مع صديقاتهن وأبلغنهن أنهما عالقتان بمصعد مبنى 1 وعندما ذهبنا هناك وجدناهما بالفعل عالقتين داخل المصعد وحاولنا استدعاء الأمن ولكن لا جدوى مما دعا الطالبات لفتح الباب بأنفسهن وإخراج صديقاتهن اللاتي لولا ستر الله لاختنقتا فيه بدون أن يعلم أحد عنهما.

كما أضافت: ليس غريباً حدوث تصدعات بالأرض أثناء العاصفة، فقد حدث قبل ذلك بدون أي سبب ولم يتم إصلاحها إلا قبل أسبوعين من الآن لتعود وتتشقق قرابة المتر أو يزيد بشكل مرعب أثناء هطول المطر، كما أن هنالك أماكن في الميادين الخارجية بين المباني فجأة تهبط لتكون حفراً.

وذكرت (أ.ن) من قسم علم النفس أن صناديق العباءات لم تكن مثبتة جيدا مما أدى لتطايرها واندفاعها علينا مما جعلنا في حالة رعب مما نشاهده حولنا فقد تحول ذلك المبنى الضخم لقطع خفيفة ومتهافتة لدرجة أنها لم تعد قادرة على مواجهة الهواء.

أما عبير البقمي من قسم اللغة الإنجليزية تحدثت قائلة: تم جمعنا في معمل الحاسب الآلي حيث تكدسنا حول أجهزة الحاسوب التي كانت المياه تغمر أسلاكها السفلية مما أدى لحدوث التماس بأحد الأجهزة وتم إخراجنا من المعمل وخرجت لخارج الجامعة ولكن صديقاتي استنجدوا بي لأن المياه احتجزتهم في مبنى (4) وهن غير قادرات على السباحة ومستوى الماء كان مرتفعا جداً داخل المبنى وعدت وأنقذت ولله الحمد 3 طالبات من الغرق.

كما ذكرت بشاير المعمر من قسم علم النفس انطفأت الكهرباء بسبب الالتماس الذي حدث داخل إحدى المباني وكان عدد كبير من الطالبات ما زلن داخل تلك المباني الغارقة بالماء والمظلمة.

وأضافت الهنوف الرشود من قسم اللغة الإنجليزية: لم يكن هنالك من يرشدنا ولم نشاهد أي دور للأمن النسائي في مساعدة الطالبات فقط بعض الأستاذات والإداريات اللاتي كن يحاولن توجيه الطالبات وإبعادهن عن المباني المتضررة من سقوط الأسقف المستعارة والالتماسات وغيره.

وأما بشاير القحطاني من كلية العلوم قسم أحياء ذكرت: في لحظة أحسست أن مباني الجامعة كأنها من ورق فكل شيء فيها يتطاير المظلات والأسوار الخارجية التي كانت من (البلكاش) والكراسي والأدراج بطريقة مرعبة ولم يكن هنالك من يوجهنا فقط صراخ وصياح يملأ المكان.

والتدافع والزحام الذي نتج لعدم وجود من يوجه الطالبات هو ما أدى إلى حالات الإغماء التي شاهدناها بكثرة؛ ففي كل ممر نجد فتاة واقعة على الأرض وفي كل زاوية فتيات يصرخن لوقوع صديقتهن فجأة.

كما أضافت ناهد ماجد معلمة صفوف أولى: كانت كل طالبة توجه نفسها فنشاهد الطالبات يتراكضن بجميع الاتجاهات وحدثت حالات إغماء كثيرة بين الطالبات بسبب الهلع وجهل المصير فلم نكن نعلم ماذا سيحل بنا، وكان عدم توفر من يوصل الطالبات عاملاً في مكوثهن في الجامعة ومشاهدتهن للموجة الثانية التي عصفت بالجامعة؛ فقد كان هنالك فترة ركود دامت ساعة ولو توفر للطالبات من يقلهن لما جلسن للساعة الثالثة عندما ضربت الموجه الثانية الجامعة ليبدأ فلم الرعب مرة أخرى.

كما تحدثت (د.ج) من قسم إدارة الأعمال: لم يكن هنالك من يرشدنا ولم نر أحداً من المسؤولات وإنما بعض الإداريات اللاتي تطوعن لمساعدة الطالبات وتوجيههن وكان عددهن قليلا 3 أو 4 فقط والذي لا يقارن بعدد الطالبات الموجودات.. واستطردت قائلة: بينما نحن نجري بحثا عن مأوى آمن لنا تحركت الأرض من تحتنا وكأنه زلزال وبدأ «البلاط» بالتشقق والتطاير وذلك في الميدان بين المبنيين (4) و(5) وعلقت قدم صديقتي فيه وحاولنا جاهدين حتى أخرجناها بعد أن فقدت حذاءها داخل تلك التشققات..

وأردفت: المباني غمرت بالمياه إلى جانب مجاري الصرف الصحي التي فاضت مختلطة بمياه الأمطار، وأثناء توجهنا لبوابات الخروج أخبرنا الأمن أن البوابة مغلقة بسبب الأضرار التي أصابتها، وأن علينا التوجه للبوابة الأخرى وكل جهة ترمينا على الأخرى ولم نجد لنا ملجأ.. وأضافت: أرادت صديقتي الخروج من بوابة السنة التحضيرية لذوي الاحتياجات الخاصة وهي بوابة حديدية وكبيرة، ولكنها وجدت الباب مخلوع ونبهها رجل الأمن هنالك بعدم الاقتراب منه؛ لأنه سيسقط وحاول رجال الأمن إبعاد الباب عن الطالبات ليتمكنوا من الخروج, كما ذكرت كان لرجال الأمن دور كبير في مساعدة الطالبات وتهدئة روعهن وتوجيههن، بالإضافة إلى دورهن البارز في مساعدة رجال الإسعاف بنقل الطالبات حيث كان عددهم كبيرا. كما أكدت أنفال محمد معلمة صفوف أولى كلام زميلاتها حول غياب دور الأمن النسائي وإنما اقتصر دورهن في إخافة الطالبات وزيادة توترهن، حيث كن يخلين المباني بطريقة عشوائية ومخيفة وذلك بالصراخ على الطالبات بترديدهن: «التماس.. التماس».

وقد عتبت (ن, ص) على رجال الدفاع المدني بقولها: دخلوا للجامعة في الساعة الخامسة مساء وكانوا يبعدون الطالبات بقولهم: «استتروا.. استتروا» والطالبات في حالة من الذهول، حيث كن يصارعن لإنقاذ أنفسهن من الموت هنا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد