يبدو أنّ صراع دول الخليج مع إيران أخذ اتجاهاً جديداً، حيث اقتحمت المخدرات آفاق هذا الصراع، ليتحوّل الأمر إلى صراع من قِبل الإيرانيين بالوسائل القذرة؛ وهو ما يكشف مدى أخلاقيات هذه الدولة التي تدّعي أنّ ضوابط الإسلام، والأخوّة الإسلامية، هي ما يحكم علاقتها مع دول الجوار العربي، بينما تمارس على الواقع ما يتنافى مع كل أخلاقيات الإنسانية ناهيك عن الإسلام الذي تدّعيه.
فقد نشرت هذه الجريدة يوم الجمعة الماضي خبراً يقول: (اتهم مدير إدارة مكافحة المخدرات بمملكة البحرين الرائد مبارك المري إيران بالوقوف خلف معظم عمليات تهريب المخدرات لدول الخليج، خاصة للبحرين والسعودية وقطر). وقال: (إنّ جميع القضايا التي تم ضبطها والتي كان آخرها ضبط أربع قضايا في قطر وثلاث بالكويت واثنتين بالبحرين والسعودية وصل المهربون عن طريق المياه الإقليمية الإيرانية). وأضاف: (أنّ إيران لم تبد أي تعاون مع البحرين في مجال مكافحة المخدرات ولم تمرر أي معلومة لأي دولة خليجية بالرغم من تمرير معلومات من بعض دول الخليج لإيران بوجود عصابات تهريب وترويج مخدرات).
وإيران كما هو معروف (طريق) رئيس لنقل المخدرات المهرّبة من أفغانستان التي تنتج 90 في المائة من إنتاج الأفيون العالمي إلى الغرب ومناطق أخرى. وهناك كثير من الشائعات التي تشير بأصابع الاتهام إلى ملالي النظام الإيراني، واستفادتهم من تمرير المخدرات عبر إيران للإثراء غير المشروع.
وكان نائب مدير مكافحة المخدرات اليمني مصعب الصوفي، قد أكد أنّ الأجهزة الأمنية في بلاده (ضبطت 33 طناً من الحشيش في 2009 كانت في طريقها للتهريب إلى دول الخليج والسعودية)، مؤكداً أنّ مادة (الحشيش المخدر) تأتي من اتجاه الشرق عبر إيران وأفغانستان.
ولا تتوقف مشكلة تهريب المخدرات من إيران إلى دول الخليج فحسب، فالعراق بعد التقارب العراقي الإيراني من خلال الحكومة الحالية، والمنتهية ولايتها، زادت فيه معدّلات تعاطي المخدرات عن السابق؛ فحسب تقرير لليونيسيف تتجه مشكلة الإدمان على المخدرات في العراق لتصبح ظاهرة متعاظمة ومتفاقمة وبالذات بين الأطفال. وبالعلاقة مع تقرير المنظمة العام الماضي، فقد زاد عدد مدمني المخدرات بين الأطفال بحدود 10%. وكان إياد جمال الدين، عضو البرلمان العراقي عن محافظة الناصرية قد قال إنّ: (الحدود بين العراق وإيران هي بوابة لتهريب المخدرات إلى دول الخليج وتركيا وبلغاريا ثم أوروبا والولايات المتحدة؛ وأنّ المهربين يستخدمون القوارب عبر شط العرب لإيصال شحنات المخدرات إلى البصرة، ومن ثم إلى باقي المدن العراقية؛ لكن الأهم في كل هذا أنّ هناك من يعرف هذه الحقائق ويتغافل عنها).
ويعرف المعنيون بمكافحة المخدرات أنّ أهم وسائل هذه الحرب، ومحاصرة هذه التجارة المدمرة، تبدأ من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول، خاصة الدول التي تشترك فيما بينها بحدود برية أو بحرية مشتركة؛ وعندما تمتنع دولة ما عن التعاون في مثل هذه المجالات فإنّ هذا يعني بالضرورة أنّ هناك مستفيدين سواء على المستوى الرسمي، أو من أولئك المتنفذين في صناعة القرار الإيراني، ممن يستطيعون حجب هذه المعلومات، أو التمويه عليها.
كل هذه المعلومات المتواترة، والقادمة من عدة مصادر، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ القضية في غاية الخطورة، ويجب التعامل معها بحزم وحسم؛ فإيران كما أقول وأكرر هي عدو حقيقي وخطير في منطقتنا.
إلى اللقاء.