على إياد علاوي الذي يتنقل من عاصمة إلى أخرى لإجبار (الديكتاتوري الصغير) نوري المالكي وقف ما يقوم به لتزوير إرادة الشعب العراقي، ويفتعل كل يوم قضية لفرض أجندة القوى الأجنبية التي أوصلت حزبه والأحزاب الطائفية الأخرى إلى سدة الحكم.
على علاوي ألا يعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، فالاثنان لاهيان، السيد الرئيس أوباما مشغول في إيجاد تمويل لبناء المرافق الصحية لنيويورك التي تعاني من طفح وروائح آثار من يتخلصوا من فضلاتهم خارج تلك المرافق، ويزور شركات السيارات لإنقاذها من الإفلاس، ويعالج شكاوى المثليين والسحاقيات، ولذا فهو مشغول عما يجري في العراق وأفغانستان إلا بحدود ما سيؤثر على الأمريكيين الذين قلت ضحاياهم في العراق بعد أن انكفؤوا في الثكنات وتركوا ميليشيات وعسكر المالكي يعبثون في العراق.
وعلى علاوي ألا يعتمد على تركيا في إحداث أي ضغط؛ فالأتراك لا يهمهم ما يجري في العراق سوى ما يحققونه من صفقات مقايضة مع الإيرانيين، كما أن الدول العربية مشغولة هي الأخرى كل بهمه، ولا أحد يهتم بما يجري في فلسطين أو العراق، ولذا فإن الأفضل للدكتور علاوي أن يعتمد على القوى والأحزاب والشخصيات التي تكونت منها (القائمة العراقية) والتي تضم جبهة عريضة وقاعدة كبيرة من الشعب العراقي، وليس كما يشاع بأنها تعتمد على دعم أهل السنة؛ فالقائمة العراقية تضم قطاعاً كبيراً من المثقفين العراقيين الوطنيين الرافضين للطائفية، وهي تقريباً تضم كل المكونات العراقية من الشيعة والمسيحيين وحتى الأكراد الذين يعارضون الطائفية، كما تضم كل الأحزاب التي لا تؤمن بالطائفية، وهذه الكتلة الانتخابية والشعبية هي التي يجب أن يعتمد عليها الدكتور إياد علاوي في مواجهة تسلط حزب الدعوة الذي يريد فرض نوري المالكي (ديكتاتوراً جديداً للعراق).
هذا الحزب الذي خرج حتى على حلفائه من الأحزاب الطائفية الأخرى ينتقد إياد علاوي على شكاويه واعتراضاته على أفعال حزب المالكي التي تفاجئ العراقيين كل يوم والهدف منها إبقاؤه رئيساً للحكومة في معاندة سياسية لنتائج الانتخابات.
هذا الحزب يتهم علاوي بالاستقواء بالخارج وطلب التدخل الأجنبي، ويتناسى هذا الحزب أنه ما كان له ولا لرئيسه أن يتواجد في هذا المكان لولا التواطؤ الأمريكي-الإيراني الذي اعترف به رسمياً وكرره مرة أخرى، أحد أكبر مهندسي الاحتلال أحمد الجلبي، والذي أوضح بأنه لولا تعاون الزعماء الإيرانيين والولايات المتحدة لما سقط النظام السابق.
الآن يشتكي المالكي من محاولات علاوي الاستنجاد بالخارج وهو الذي يتزعم الآن بمساعدة الخارج.. في حين الشعب هو الأهم والذي سأم من عملاء الخارج فأراد التخلص منهم بالانتخابات الأخيرة التي يريد المالكي تغييرها.
jaser@al-jazirah.com.sa