على طريقة كيف قضيتم إجازتكم ؟ أمضى أغلب المواطنين إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني الأخيرة داخل البلاد بحكم ضيق الوقت وسوء الأحوال الجوية.
يتحدث المواطن عبد الله محمد العيد عن رحلته في ربوع بلادنا أثناء (تلك الإجازة)؛ حيث يقول:( بالنسبة لي،لا يمكن أن أستمتع بأي إجازة أو ترفيه إلا في مكان تتوفر فيه جميع الخدمات المساندة التي تصلح للاستخدام الآدمي! وحين طلب مني أهلي مرافقتهم في هذه الرحلة بصحبة زوجتي وافقت على مضض،وأنا مكره؛ ليقيني التام أنه في بلادنا لا توجد أدنى مقومات للسياحة الآدمية!).
ويتابع هذا المواطن المقهور قوله: (سافرنا أولاً لمدينة حائل تشجيعا لفكرة السياحة الوطنية التي مافتئت أيتها الكاتبة تمجدينها وتدعين لها! فلم نجد فيها ما يمكن أن يسمى (مرفق سياحي) فضلاً أننا لم نجد أية دورة مياه، ولذا لم يستغرق مكوثنا فيها نصف يوم ! فطلبت من الأهل أن نغادرها إلى مكان أفضل. على الأقل (مدينة ساحلية) يتوفر فيها شاطئ يكون بعيداً عن تدخل الناس فلو كانت الشواطئ صناعية لما حلمنا بها! فغادرنا إلى مدينة ينبع، ورأينا مشاهد تكفي لتأليف مسلسل وتمثيله وإخراجه ومشاهدته عدة سنوات من أجل البحث عن مسكن! وشاهدنا من ينام في العراء، وقابلنا من يقاوم للبقاء أو الاستمتاع في أدنى مقومات معيشية،وأبصرنا من قرر العودة لمدينته لعدم توفر السكن أو وجود مكان سياحي يليق بهم ! وقررنا الخروج إلى البحر على متن ثلاث سيارات مليئة بالنساء والأطفال، وكان من الأولويات البحث عن دورات مياه فوجدنا أغلبها بدون ماء! وما يتوفر فيها الماء قليل ولا يمكن وصف حالها ! حتى أن إحدى أخواتي همت بتصويرها، ومن بشاعتها ونتانة رائحتها لم تستطع حتى الاقتراب منها ! وهناك اضطر الرجال والأطفال إلى قضاء حاجتهم في العراء، أما النساء فبقين محتقنات حتى عدنا للمنزل.وهناك ضج الجميع في نقاش ساخن وحوار شجي عن سبب رداءة السياحة في بلادنا وعن التباطؤ في إصلاح الوضع! وأعلم ويعلم الجميع أن كل مدن المملكة لا تتوفر فيها الخدمات كما ينبغي. وهو ما شاهدته بعيني في أبها وجدة والدمام مما يندى له الجبين!
عندها تذكرت في تلك اللحظات رحلاتنا لدولة الإمارات وتركيا وبعض الدول،وكيف أن أفراد أسرتي صرحوا لي بأن (دورات المياه) أجمل وأرقى من أن تُقضى فيها الحاجة! ولا زلت أحتفظ بعدة صور لها، ويكفي أنه في الإمارات قبل عدة أشهر ذهبنا لمهرجان التسوق في مكان مؤقت ورغم ذلك فقد وفر المسئولون هناك فيها دورات مياه على أعلى طراز، وبعضها مكيفة، بل أيضا دورات خاصة بالمعاقين، بينما في بلدنا لم يوفروا للأصحاء فضلاً عن أصحاب الحاجات! ويقوم على خدمة الناس رجال ونساء على مدار 24 ساعة).انتهى
والواقع أنني لم أجد ما يمكن أن أضيفه على حديث هذا المواطن المتحسر شيئا ! بل إنه أحرجني وأنا أصرخ وأنادي بتشجيع السياحة الوطنية.
وهنا ننتظر إجابة شافية ووافية من هيئة السياحة والآثار التي يقودها سمو الأمير الشاب سلطان بن سلمان وهو المعجون بتراب هذا الوطن ولا يرضيه إطلاقا ما وصفه المواطن الغيور. والأمر يسري كذلك على استراحات الطرق السريعة بين المناطق التي تشكو الإهمال الشديد.
نحن بحاجة إلى انتفاضة سياحية تليق بمواطني هذا البلد وزائريه.والسياحة صناعة اقتصادية استثمارية، فأين رجال الأعمال عن القيام بها وهم يتكالبون على مشاريع الأسواق والأبراج التجارية؟!!
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com