الخفافيش عبارة عن حيوانات تشبه الفئران، وهي تعيش داخل الكهوف تقضي نهارها وهي معلَّقة من رجليها ورأسها إلى الأسفل حتى الليل، ولها حاسة تشبه الرادار، تنشط بصفه عامه ليلاً، أو مع بزوغ الفجر أو ظهور الغسق، وهي أكثر ...
...من مائة نوع، وتنقسم إلى خفافيش كبيرة وخفافيش صغيرة، بعضها يعيش على الفواكه والبعض الآخر على اللحوم ولعق الدماء، عندما تمتص الدماء تفرز لعاباً يمنع دم الفريسة من التجمد، تمتص الدم من البهائم من خلف أذنها، والإنسان من طرف إبهام رجله، وهي تلد ولا تبيض، وهي من الحيوانات الثديية الطائرة، شكلها يُوحي بالهلع والخوف والفزع، تحب الليل وتكره النهار.. إن بوسعنا جميعاً أن نلاحظ من غير لبس أو تردد العلاقة الوظيفية والفسيولوجية والعملية التي تجمع بين الخفافيش والمفسدين، وأن نجزم بشكل قاطع أن المفسدين يشبهون كثيراً الخفافيش.. بل يتحدون.. إن كليهما له روائح كريهة تشبه روائح الجيف الميتة ودخان الحرائق.. إن المفسدين كما يشبهون الخفافيش فهم يشبهون أيضاً وبالضبط الإرهابيين، فالمفسدون يصادرون أحلامنا بالرفاهية والإعمار والتنمية والبناء، والإرهابيون سماسرة للقتل والدمار والهلاك.. إن الفساد وجه آخر للإرهاب، وإن الفاسدين أو المفسدين في الأرض يتلمظون وهم يمنون النفس دائماً بمكاسب أخرى جديدة.. إن المفسدين مثل الإفرازات السامة والقاتلة ولهم وجوه قبيحة ومخيفة وغاية في الدمامة، وهم يحتاجون منا إلى دراسة نفسية ومعالجة اجتماعية لغرض تقويمهم وتأهيلهم.. وذلك بالاستعانة برأي أصحاب الاختصاص من التربويين في علم النفس.. والمصلحين الواعين والوعاظ الجهابذة، ومن مختلف أطياف المجتمع الخيرين من أجل استئصال هذه البؤر والخلايا السرطانية المقيتة، حتى ننعم بعالم خالٍ من الفساد والمفسدين الذين يشبهون بالضبط القطط التي تأكل وتموء في الوقت نفسه دون أن تشبع.
ramadanalanezi@hotmail.com