صحف - مريم الزهراني
بعد الدراسة المثيرة للجدل حول العنف ضد النساء السعوديات، تصدت عدد من النساء للنسبة الكبيرة للعنف (93 %)، وقد قام مركز الدراسة بتوضيح سبب هذه النسبة، فقد تم نشر هذه الدراسة دون التوضيح بأن من يتعرضن للعنف هن عينة الدراسة، حيث طبقت الدراسة على عينة ممثلة للمجتمع واتضح أن 93 % منهن يتعرضن للعنف.
السعوديات يتحدثن عن أنفسهن
نورة القرشي (معلمة ومربية) تجيب: لا طبعاً الدراسات التي تقول: إن غالبية السعوديات يتعرضن للإيذاء مقولة مغلوطة ومجانبة للصواب، نحمد الله نحن في بلد الكرامة والعفة، انتقلت من بيت والدي (الذي رباني مع أخواتي في غياب والدتي -رحمها الله- وكان لي الأب والأم) إلى بيت زوجي (الذي صانني وحفظ العهد والميثاق) وبالرغم مما تخلل حياتي من ظروف طارئة إلا أنني لم أعرف الإيذاء والإهانة التي تحدثوا عنها، كل ما في الأمر أنها ظروف الحياة ومشكلاتها التي تمر على الناس في كل زمان ومكان.
سألنا فاطمة الزهراني عن رأيها فقالت: الدراسة هذه خاطئة بشكل واضح وبدهي، ما هو الأذى اللفظي الذي ذكر في الدراسة؟! لا أعتقد أن أي منزل على وجه الأرض يخلو من خلافات، وعلى أقل تقدير يتخلل هذه الخلافات ملاسنات وأخذ ورد، فهل هذا هو الأذى اللفظي الذي يتحدثون عنه؟ وهل الدول الأخرى تخلو من ذلك؟.
الظلم غير موجود
وفي رد للأخت (منال.م) قالت: أنا غير مرتاحة في حياتي الزوجية وأعاني الكثير من المشكلات ولكن لم أشاهد الظلم والأذى في بيت والدي، فقد عشت حياة سعيدة وكذلك لم أشاهد هذا الظلم والأذى في مجتمعي المحيط، وأنا أرى أن سبب مشكلاتي هو انعدام حسن التصرف عندي أنا وعصبية زوجي.
وتجيب الأخت رحاب العتيبي فتقول: إذا كان هناك من ظلم يقع فعلاً على المرأة السعودية فهو الظلم الواقع عليها من وسائل الإعلام ووسائل الاتصال، أن ما تروّجه المسلسلات المؤلفة من بعض المحسوبين علينا عن المرأة السعودية وتدهورها أخلاقياً هو قمة الظلم ولا يقل عن ذلك ما يصلنا بشكل متصل من رسائل وتعليقات وفكاهة عبر رسائل sms أو عبر البريد الإلكتروني عن حال السعوديات وتخلفهن وما إلى ذلك من أكاذيب.
السيدة نورة السعيد ترى أن الحياة الحديثة صنعت رجالاً أشد تفتحاً ومدنيةً وتميزهم الليونة والضعف بمقابل نساء عرفن حقوقهن، وسعين لها، وحصلن عليها، والرجال حالياً قد يعانون من الظلم والتجاهل والأذى في بعض الأسر مثلما تعاني المرأة تماماً وربما أشد.
الدراسة وهمية
وتساءلت السيدة عفاف فقالت: ما هي هذه الدراسة؟ وعلى أي شرائح المجتمع طبقت؟ ومن هم المختصون الذين قاموا بها؟ وكم استغرقت من سنوات؟.
دراسات وهمية، أكثر من 25 مليون سعودي يعيشون في إهانة وشتائم وضرب وظلم وعنف.. طبعاً شيء غير معقول.
أم محمد تقول بغضب: إن ما نراه من اتهامات للمرأة كلّها بدافع من الغيرة والحسد للمرأة السعودية المصانة والمكرمة، وتقول ابنتها نوال: الحمد لله كنت في بيت والدي معززة مكرمة والآن أنا في بيت زوجي ملكة لأنني سعودية.
وتجيب عن السؤال نفسه أم معتز فتقول: هذا العنف نراه في المسلسلات فقط، الحقيقة، إنني لم أشاهد في مجتمعي كلّه ما قيل من ظلم وإيذاء بغض النظر عن الحالات الفردية والشاذة الحاصلة في أي مجتمع.
حياتنا كلّها سعادة
الأخت ريم العنزي تقول: أنا سعودية وتوفي زوجي ولم أعرف الأذى معه رحمه الله، ورجعت لبيت والدي الغالي رحمه الله وأعيش مع إخوتي وأربي ابنتي الوحيدة ولي من إخوتي كل الاحترام والحب لي ولابنتي والحمد لله.
عدد من الطالبات في المرحلة الثانوية عبّرن أيضاً عن استغرابهن وعدم تصديقهن لتلك الدراسات وأجمعن أنهن لم يرين في حياتهن الخاصة هذا الظلم ولا فيمن حولهن، إلا أن البعض منهن اشتكين من الأذى النفسي والفراغ العاطفي الناتج عن انشغال الأب، فيما عبّرت أخريات عن تضايقهن من تميز إخوتهن الذكور عنهن في بعض النواحي مثل كثرة الخروج من المنزل والحرية وتبادل الزيارات مع الأصدقاء.
الجدة أم سعيد تقول: والله إننا في نعمة، كل من في الأرض يحسدنا عليها، وأنا تعبت في بداية حياتي واشتغلت بأشغال صعبة ومتعبة وكان زوجي شديداً معي (الله يرحمه) لكن الآن تغيّر الحال وما عاد عند هذا الجيل إلا الدلال، وأنا الحمد لله أعيش مرتاحة مع أولادي وبناتي، وأولادي يعاملونني ويعاملون بناتهم وزوجاتهم بطيبة وشيمة وكرم، والحياة لا يمكن أن تمر بدون مشكلات.
إجابة فكاهية
وفي إجابة فكاهية لإحدى الأخوات تقول: الأذى الوحيد الذي تتعرض له المرأة السعودية لدينا هو أذى أهل الزوج، وتقول الأخت بابتسامة: هذه هي معاناتي الوحيدة؛ فزوجي شاب متفهم ولطيف جداً ولكن تظل مشكلتي الأزلية بيت أهل زوجي (بيت الأشباح المرعبة) بتدخلاتهم وتخريبهم.