كنت في الأسبوع الماضي أحضر وأشارك في الملتقى العلمي الحادي عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون في مملكة البحرين، وخلال الجلسات التقيت بالأستاذ معاذ المبارك وسألته عن عمه الشيخ أحمد المبارك وتحدثت معه عن مسيرته ومؤلفاته الأدبية والتاريخية، وعند وصولي بالأمس للرياض وصلتني رسالة برحيله رحمه الله.. فكانت صدمة لمشاعري. فقد تعرفت عليه منذ أكثر من أربعين عاماً وكنت على صلة دائمة معه نتحدث في شئون الأدب والفكر والثقافة والتاريخ، وكنت أستفيد من علمه وأدبه فهو يهديك ما يفيد ويمتع بجيد القول والشعر والفكر.. لقد كان أبو مازن -رحمه الله- موسوعة علمية نذر نفسه للعلم والأدب وخدمة الوطن. وقد حباه الله وعياً وفهماً وعلماً وتواضعاً ولا غرو فهو ابن بيئة علمية ولد في الأحساء وترعرع فيها، ومن المعروف أن الأحساء زاخرة بالعلماء والأدباء، ولقد كان فيها أحد الرموز الأدبية، وكلما زرناه كان يحدثنا عن هذه المنطقة وعلمائها وأدبائها شعراً ونثراً، وعن شاعرها علي بن المقرب وغيره.. وقد رزقه الله حافظة قوية بحيث يتحدث ساعات طويلة دون أن يمل حديثه في فنون العلم ومجالات الأدب وضروب الشعر والفكر والتاريخ.