أجد في معظم ردود القراء زخماً ثقافياً وثراء فكرياً؛ ما يجعلني أحمد الله أن هيأ لي مساحة إعلامية أستطيع من خلالها أن أنهل من تلك الثقافة والوعي الفكري ما يشعرني بالغبطة والامتنان لجريدتي الحبيبة وقرائي الأوفياء برغم بعض الردود القاسية بسبب سوء الفهم، مع ثقتي بحسن النوايا.
*** عبر مقال (حي المنصورة لا بواكي له) وصلني رد من أخت صاحب القصة الذي تعرض لاعتداء اللصوص ورفض المستشفى علاجه كونه وافداً! وشكرتْ الجريدة لتطرقها للحادثة وتفاعل المجتمع السعودي الطيب معه، وترجو صدور توجيهات حازمة، وأوامر صارمة للحد من هذه التصرفات. ونحن بدورنا نعتذر لها ولشقيقها النبيه عما حصل لهما، ونقول: خطاك السو يا محمد. وقد علق الدكتور إبراهيم خواجي بأنه تعرض شخصياً لحادثة سرقة، حيث هي المقصودة، وليس الإخوة الوافدون فقط ولا حي المنصورة فحسب.
*** في مقال (الجامعة الإسلامية ومؤتمر الإرهاب) علق الأستاذ ناصر السعيّد بقوله: (بعد قراءتي للمقال شعرت بأننا بدأنا الانطلاق والتحرر من التطرف والغلو في الدين وتكفير بعض المسلمين لمجرد الاختلاف بالرأي، وبدأنا الدخول في الوسطية والاعتدال, بدون تشدد).
بينما كان القارئ حسوم الحسومة زميل سابق متشائماً حين قال: (لكن كيف نطمع بإنجاز في مجال مكافحة الإرهاب ونحن لم نُحسن بعد تشخيص منشأ وعوامل تشكيل حقيقة الظاهرة؟! وكثير مما يوسم بأنه بحوث علمية في مجال الإرهاب أجدها كمتخصص تفتقر لأبسط مطالب البحث العلمي في معالجة أية ظاهرة، ويكفي للحكم على ضعف المعالجة العلمية أن تكون مجرد تأملات شخصية لا حقائق علمية). وهي مناسبة لدعوة الزميل السابق شخصياً لورشة العمل المقامة لهذا الغرض للاستفادة من خبرته وتخصصه.
*** عبر مقال (سعوديات مدخنات، لماذا؟) نفت المعلمة سهام وجود التدخين لدى السيدات وقالت: (هذه النسبة غير صحيحة وفيها مبالغة لأسباب نعلمها جميعاً، فأنا معلمة في ثانوية بالرياض فيها ما يقارب 800 طالبة ولا يوجد بها معلمة أو طالبة مدخنة، ولا أعرف قريبة أو صديقة مدخنة، وحدِّث العاقل بما يعقل!).
ولست أدري ما هي فكرة المؤامرة في هذا الشأن؟ ولمن يدفن رأسه في الرمال وينفي ويشكك بالمعلومات وينسبها للمؤامرة أسوق له تعليق القارئة شيخة بنت سلمان على نفس المقال بقولها: (ظاهرة تدخين النساء منتشرة بشكل لا يصدق، وبخاصة بين طالبات المتوسطة والثانوية، فحين كنت في المرحلة المتوسطة لا أذكر بأنني دخلت دورة مياه إلا وأشم رائحة الدخان فيها! وأرى أعقاب السجائر في المراحيض، لأن بعض الطالبات أو المعلمات لا يقاومن التدخين حتى الانصراف من المدرسة، وهذا دليل على أنهن مدمنات سجائر)! وطالب قارئ مدخن برفع أسعار السجائر لعل ذلك يساهم بالحد من التدخين. كما طالب آخرون بتشجيع المدن الصحية الخالية من التدخين كما في أوروبا، حيث لا يسمح بالتدخين بتاتاً في الأماكن المغلقة، ومن أراد فمكانه الشارع. وقد التزم به الجميع، ولكن في بلادنا من يخطط؟ ومن يطبق؟ ومن يعاقب؟
*** في مقال (د. محمد العريفي.. احلف) كنت أتوقع هجوماً فكرياً من تابعي الشيخ ومريديه، بمعنى الدفاع عن الفكرة بحجة واقعيتها وضرورتها ونتائجها التاريخية؛ ولكن المفاجأة أنني تلقيت رسائل من أولئك التابعين تحمل دفاعاً شخصياً عنه، وهجوماً شخصياً على الكاتبة برغم أنها تعرضتْ للفكرة لعدم واقعيتها وتعارضها مع الوضع الحالي واختلافها مع سياسة الدولة. وقد أسفت حقاً من تلك اللغة الرديئة التي تعامل بها أولئك المدافعون! وإن كانت من نتاج ما تعلمه أولئك من محاضرات الشيخ وحلقاته التدريبية، وبرامجه الفضائية، فإن الأسف يتضاعف!
العجيب أن الشيخ صرَّح لإحدى الفضائيات نافياً ما صدر عنه، مدعياً أن الكتاب الصحفيين أساؤوا فهمه! وشبّه مقالاتهم بكتابات الشوارع!! وعندها عذرت أولئك الذين هاجموني وزملائي الكتّاب!
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com