نادر هم المسؤولون والحكام الذين يتلمسون حاجات رعاياهم ومواطنيهم في داخل بلادهم وأوطانهم، وأندر منهم وأقل هم أولئك الحكام والولاة الذين يتلمسون حاجات رعاياهم وأبنائهم حتى في خارج أوطانهم وبلادهم، ويسارعون إلى تنفيس كرباتهم أينما كانوا، ويبادرون إلى تفريج شدائدهم أينما حلوا.
ومن هؤلاء القلة القليلة، والندرة النادرة، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله ورعاه - الذي جعل في صدر أولوياته رعاية مواطنيه، والاهتمام بشؤونهم، وتفقد أحوالهم حيثما كانوا، حتى صار الخير ملازماً لاسمه، فلا يذكر على ألسنة مواطنيه إلا ب»سلطان الخير».
وآخر الشواهد على ذلك تلكم اللفتة العظيمة، والنظرة الخفية التي لا يتنبه إليها إلا من كان مثل سلطان الخير، وقليل ما هم، وهي:
توجيه كرمه وسخائه وعنايته إلى تلكم المجموعة من المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في كثير من البلدان الأوروبية بسبب إغلاق مجالها الجوي، وتوقف حركة الطيران فيها جراء ثوران بركان آيسلندا، وانقطاع السبل بكثير من المواطنين في بلاد لا يعرفون فيها أحداً، ولا يوجد فيها من ينجدهم إذا ما نفدت نفقاتهم، وهذه الحالة الإنسانية شديدة الوقع، عظيمة الأثر في نفوس الناس؛ لأنها تجمع بين الغربة، والشعور بالضعف، وانقطاع الأمل إلا في الله تعالى والخوف من المجهول، ويزداد الأمر ألماً وحزناً إذا كان مع الإنسان أطفال، ونساء، أو مرضى؛ ولذلك أولى الإسلام هذه الفئة من الناس - وهم من تقطعت بهم السبل - أولاهم عناية عظيمة؛ فأوجب على المسلمين ضيافتهم، وجعلهم من أهل الزكاة، وإن كانوا في ديارهم أغنياء.
ولا شك أن هذه المعاني الإنسانية العظيمة لم تخف على سلطان الخير، وهو المشهور بحسه الإنساني الرفيع، المتمسك بدينه القويم، فأصدر توجيهاته السامية الكريمة برعاية أولئك المواطنين في البلاد الأوروبية، وتأمين سكن لهم، والتكفل بنفقاتهم حتى يرجعوا إلى وطنهم وديارهم سالمين غانمين.
وهذا الموقف النبيل يبعث في نفس كل مواطن الفخر بوطنه، والاعتزاز بحكامه، ويشعره أنه محل عناية واهتمام ورعاية أينما كان، وفي أي بقعة من العالم وجد فيها.
فجزاه الله خير الجزاء، سلطان الخير، ومتع المواطنين بصحته وعافيته، وجعل ما ينفقه في ميزان حسناته.
(*)وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية