ظهر اسم مركز «رؤية» في المشهد الإعلامي والاجتماعي بعد نشره أخباراً عن بحث يخص تعنيف المرأة السعودية والذي أظهر أن 93 %من السعوديات واجهن عنفا أسريا؛ حيث إن هذه النسبة صادمة جدا خاصة لمجتمع بدأ للتو يقر بوجود عنف أسري فإن مركز رؤية واجه الكثير من الانتقادات والتشكيك في مصداقية دراسته.

من بينها ما كتبته الأسبوع الماضي هنا حيث اقترحت على السعوديات إذا صحت النسبة المذكورة التي أعلنها مركز «رؤية» أن يتدربن على الكاراتيه للدفاع عن أنفسهن إلى أن يحصلن على الحزام الأسود وهو أرفع حزام يحصل عليه المجيد لألعاب الدفاع عن النفس (الكاراتيه).

وقد تفضل المسئول الإعلامي بإيضاح موقف «رؤية» حول الحزام الأسود وأنه ليس من توصيات الدراسة.

ولا أدري كيف فهم المسئول الإعلامي أن هذه التوصية من بحثه مع وضوح أنها اقتراح من الكاتبة ؟؟

لقد اتضحت لي الصورة قليلا وأدركت أن الحملات الإعلامية للإعلان عن شخص أو مركز أو برنامج تبدأ بتسريب خبر غريب وصادم كالتصوير في من القدس ثم سيصحح بأنه من جنب القدس لكن الصحافة عجولة وتطير في العجة.

ثم خبر أن نسبة 93% من السعوديات معنفات ثم بعدها نفي حاد والمبرر الصحافة عجولة تأخذ وتحرف!!

الضوء متحقق والانتشار والشهرة والنقاشات والردود ولقاءات عبر كل المنافذ الإعلامية حتى البالتوك وصلوا له، والشماعة الجاهزة الصحافة عجولة!! والإعلام انتقائي!!

الرسالة التي وصلتني من د.عزت الشاذلي المدير الإعلامي في مركز رؤية حملت عنوان (الحزام الأسود ليس من توصياتنا):

(طالعنا مقالكم المنشور في صحيفة الجزيرة تحت عنوان «زوجة بحزام أسود!» بتاريخ 17-4-2010 ولا يخْفَى إعجابنا بهذا التناول الرائع من قلم مبدع دائمًا، ونحسبه من الباحثين عن الحقيقة، وقافًا عندها، ومنصفًا لها... تعلمين جيدًا ما أثاره الخبر الذي نشر عن نسبة السعوديات المتعرضات للعنف، ومقدار السخط الذي أثاره في نفوسنا جميعًا - نحن الرجال - لما قدمه من إساءة لهذا المجتمع الآمن، فما بالنا بسخط النساء، وقد عبر عن بعضه مقالكم المنشور ؛ ولكن تبييناً للحقائق نؤكد لكم بأن الخبر مغلوط ومحرَّف فلم يرد على موقعنا أو على لسان أي شخص يعمل بالمركز هذه النسبة، والخبر كله منقول بتصحيف وتحريف، وقد قمنا بمراسلة كل من قام بنشر هذا الخبر دون التثبت من صحته، ومنها جريدتكم الغراء، وقد قامت مشكورة بنشر التصحيح في عدد الخميس بتاريخ 15- 4-2010م، وفي عدد اليوم 18-4-2010 بقلم الكاتب الكبير جاسر الجاسر، ونحن على ثقة بأنكم لو اطلعتم على التصحيح الذي نُشِر لكان مقالكم تحت عنوان آخر: «زوجة بقلب أبيض».

لهذا نأمل منكم أن تكونوا قلمًا يساعدنا في المحافظة على تماسك هذا المجتمع، وأن تسود فيه مبادئ الحب والعطف والتراحم واللين، ولم يصدر أملنا هذا إلا عن يقين بما عهدناه فيكم وهو الغيرة على هذا المجتمع المسلم الآمن، والغيرة على صورة الإسلام والمسلمين في العالم، والسعي الدائم للدفاع عن المرأة إذا هضم حقها، وفقكم الله لما فيه خير هذا الوطن، وسددكم وبارك في قلمكم المخلص).