جازان - علي العمودي
ساهمت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة جازان في إنهاء معاناة فتاة سعودية في العشرين من عمرها وإنقاذها من شبح السجن المحقَّق بعد أن عجزت أسرتها لتردي أوضاعها المعيشية عن رد قيمة مهرها لزوجها السابق تمهيداً لنيلها حريتها المؤجلة منذ عام ونصف العام وحصولها على صك طلاقها.
وقد تابع رئيس اللجنة علي زعله حالة الترقب والقلق النفسي التي تمر بها الفتاة وأفراد عائلتها؛ ما ضاعف من لحظات اللوعة والحزن التي تعيشها الأسرة أصلا في أعقاب وفاة والدهم النزيل بشعبة السجن العام قبل أسابيع، وكثف رئيس اللجنة من اتصالاته الهاتفية حتى ساعة متأخرة من مساء البارحة الأولى بالمسؤولين في الجهات التنفيذية وبعض الشخصيات الاجتماعية لاحتواء تداعيات الموقف وإيجاد حلول ودية لضمان تأجيل قرار الحبس إلى حين ميسرة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل أمام إصرار طليق الفتاة على استيفاء كامل المبلغ دفعة واحدة وفقاً لمضمون الحكم الشرعي الصادر لصالحه. وعند التاسعة من صباح أمس تواجدت الفتاة «خيرية»، وهي طالبة بالمرحلة الثانوية، ووالدتها بمقر إدارة الحقوق المدنية بمدينة جازان تجاوباً مع طلب الحضور الرسمي لإبلاغها بالدفع الفوري أو الترحيل إلى السجن العام.
ولم تمض دقائق حتى هدأت النفوس وارتسمت ملامح الرضا والارتياح على وجوه الجميع بعد أن بادرت لجنة رعاية السجناء بتسديد 40 % من المبلغ المطلوب، في حين أبدى فاعل خير تكفله بالمتبقي لتغادر الفتاة مع والدتها مبنى الحقوق المدنية وهما تغالبان دموع الفرح ابتهاجاً بهذه النهاية السعيدة.
وقد أثنى علي زعله على المعالجة الحكيمة والتعامل الإنساني الذي أبداه مدير الحقوق المدنية الرائد عمر أبو شوشة مع تفاصيل هذه القضية الإنسانية.