أن يصدر كتاب عن النظام الصحي السعودي، ويؤلفه اثنان من أطباء المملكة من واقع التجربة والخبرة يعد سجلاً لواقع الواقع، كما يعتبر مرجعاً لمن أراد معرفة موثقة ومتوازنة، فلقد أهداني الدكتور عثمان الربيعة نسخة من الكتاب الذي قام بتأليفه، وبجهد متميز له وللأستاذ الدكتور فالح زيد الفالح المعنون (النظام الصحي السعودي).
فيما أعتقد سجلاً كهذا إذا لم يكن نادراً فهو إضافة يجدر بالطبيب وبوزارة الصحة وغيرها التمعن فيه والاستفادة منه، والكتاب يحتوي على مراجعة عامة للأنظمة الصحية يليه مراحل تطور النظام الصحي من العام 1344هـ إلى 1369هـ، ويتواصل المزيد من الإيضاح حتى عام 1420هـ كمرحلة رابعة، ثم الخاتمة.
وأشيد بهذا الجهد على أمل أن يعتاد كل من عمل في قطاع من قطاعات الدولة على تسجيل ما يظن فائدته، أو على الأقل شيئا عن تجربته الذاتية، ومثل هذا الكتاب سيكون مرجعاً وعوناً للقطاع الصحي يهتدي بما فيه، ويطلع على كم من المعلومات نحو أداء أفضل في مجال الخدمة الصحية، وقد يعين على معرفة المكان لمن يعمل في هذا القطاع، وما يخطط له من عملٍ قادمٍ.
كما أن شركات التأمين في مجال التأمين الصحي ستضيف إلى نشاطها مرجعاً سيكتمل أكثر فيما لو أعدت إحدى الشركات دراسة عن مراحل التأمين الصحي، والدور الذي تقوم به من واقع الحال، وما تم إنجازه أو تلاحظه وتخطط له.
وبالتأكيد الكتاب منارة على الطريق بالنسبة لهيئة التخصصات الطبية، والكتاب رصدٌ لجهد الدولة ووزارة الصحة بالذات، وعلى سبيل المثال بعد ما يشير إليه الكتاب من أنواع الأنظمة الصحية على مستوى العالم بجانب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2004م، ويتضمن الكتاب ضمن موضوعاته فصلاً عن القضايا والتحديات التي واجهت النظام الصحي، ودور أكثر من قطاع في ذلك. ويشير الكتاب إلى تأثير غير المهنيين على النظام الصحي.
كما أنه يلفت الانتباه إلى مضي ثمانين عاماً على نشأة النظام الصحي في المملكة، ومائة وخمس وعشرين سنة في ألمانيا. وكذلك نظام الخدمات الصحي في بريطانيا، ذلك النظام الذي أتم خمسين سنة في مبادرة من حزب العمال، وإذا قارنا ذلك بالمملكة نجد أن وجود النظام الصحي فيها له دلالة حضارية، أو على الأقل طموح حضاري تؤكده مراجع الكتاب.
ولقد أشار الكتاب إلى الطب الشعبي، والطب البديل، وتمنيت أن يزيد في التفاصيل مع بعض التوصيات، وأن ينقده بشكل موضوعي، فلقد أحدث شيئاً من التداخل مع الطب الحديث بشكل غير محمود، فالطب الشعبي أو البديل يحتاج إلى بحث مستقل وإنصاف في ذكر المخاطر، أو بعض المحاسن إن وجدت. الكتاب بكل تفاؤل نواة لجهدٍ علمي موثق بالإحصاء والتسجيل.
وأخيراً أقدم التحية والشكر للمؤلفين، وآمل في المزيد، وليوفق الله الجميع.
عبدالمحسن بن عبدالله التويجري