سؤال موجه لكل مفكر، كل داعٍ، كل مثقف، والجواب نجزم أنه في اختلاف ولا يمت بأي صلة مترابطة، وفق التصارع واختلاف الايديولوجيات، الجواب فيه الكثير من الميل (العاطفي) عاطفة فكرية لا نجد أن هناك توافقا للمصلحة العامة، كل شخص له رغبات، كل شخص يتمنى أن يجد في الجيل القادم تحقيق الرغبة الأكيدة التي تعيش في مخيلة رأسه، لا نعتقد ان هناك صعوبات سوف تواجه الجيل القادم فكل شيء أمام أعينهم وكل شيء متوفر بين أيديهم، الممنوع مرغوب قاعدة تواجدت منذ القدم، وعشناها من قبل ولا زالت وسوف تستمر، النفس تريد، إرادة داخلية، قد تكون إرادة لحب الاطلاع أو مجرد التمشي مع البيئة (الواقعية)، الصعوبات إن وجدت فهي في التداخلات وتشتت الأذهان والاستماع وتدوير الإفهام تحت مظلة عدم وجود القيادي الذي يحتضن هؤلاء، فلا يرى ان هناك صراطا متواجدا إصلاحيا يغذي الجيل الحالي لتوزيع إرثه للأجيال القادمة، حياتية متبعة من تقاليد وعادات، الخصوصية أصبحت جزءاً من الحراك اليومي، وتتشعب تلك الخصوصية وتتداول على مر السنين من شخص إلى شخص داخل البيئة، نحن في الوقت الحاضر نعترف بتواجد العولمة والتي اقتحمت المدن والقرى، حتى أصبحت ملازمة للصغير والكبير، ثقافة العقول وخصوصاً للأطفال أصبحت ثقافة طبيعية، ولا تتعلق بحدث معين أو بجزئية متواجدة، إنما متطلبات ومقارعة التواجد الثقافي من تقنيات وغيرها، الاختلاط بين الأطفال بوجود التحصين من قبل البيئة سواء بيئة متشددة (منغلقة) أو بيئة تعتقد وفق مفهومها أن هناك تغيرا للتربية فكلتا الحالتين تتمحور حول الرفع بالرقي حسب (رؤية) البيئة من انغلاق عن الآخر أو الاحتكاك، فالمسألة أصبحت ثقافة بيئية لا ترتبط بزمان أو مكان، والانعزال أو التطرف (الابتعاد) عن المطلب البيئي سمة موجودة ولا نلوم أي فرد خارج عن المألوف في ظل التكدس الموجود من التغريب (كتقنية) القادمة من تكنولوجيا وفضائيات والشبكة العنكبوتية، فالمسألة أصبحت جهادا من النفس لتصحيح المفهوم المراد وبث هذا الجهاد على مستوى الأفراد داخل البيئة، التعليم أصبح هاجس كل فرد من الجنسين، بل تعدت المسألة إلى تكدس الفتيات وعزوفهن عن الزواج برغبتهن رغم الرغبة اليومية من قبل أولياء أمورهن، ولكن القناعة الداخلية من قبل الفتيات بالرغبة لمواصلة التعليم الجامعي ومواصلة التعليم للدراسات العليا حال كثيراً ولن تكون المسألة ذات أهمية دخول أي فتاة مسألة العنوسة؛ فهذا ليس بمبتغى بقدر أهمية التعليم وهي قناعة وسلاح ذو حدين، رغم أن هناك حالات كثيرة جدا من الفتيات طالبن بالزواج المبكر بغض النظر عن التواصل التعليمي، ولكن بوجود أسباب من الاضطهاد والعنف والسلطة الذاتية أدت إلى الرغبة الأكيدة للزواج، الحالة تضاءلت الآن ولا نسمع كثيرا بتلك الحالة والسبب وجود مخاطبة النفس والرجوع للعقلانية من قبل البيئة المحيطة للفتاة خصوصا أولياء الأمور وهذا ما يجب!
التباين والمؤشرات تعلو ولا نعتقد ان هناك نزولا والعودة إلى ما مضى من التمسك بالإرث الاجتماعي الماضي، رغم أن هناك آباء لازالوا متمسكين بعادات وتقاليد أخذوها وورثوها عن ذي قبل، الجيل القادم سوف يكون أمام الأمر الواقع من غير أي تدخل بيئي، فالشواهد سوف تكون أمام عينيه، الرصيد الحقيقي هو التحصين الذاتي بترسيخ القواعد من أخلاق وقيم وفق الشريعة الإسلامية، العقيدة والثوابت هي الأساس الحقيقي وهي نشأة أي مواطن وهذه نعمة، نعم، نواجه تيارا قادما وكل أب وأم ينصب فكره على أبنائه ويجب ونقول (يجب) لأنها هي الحقيقية، يجب أن لا نضغط أو نمارس ونكون أساس بناء الحاجز المنعزل عن أي حركة ثقافية قادمة، العقل هو الخطاب الفعلي للتربية للأبناء وبتواجد العقل وتوظيفه وفق (العولمة) المتواجدة، لنضع الابن أو الفتاة داخل الحوار الديمقراطي بتوضيح المسائل ورسم المفهوم التربوي وعدم الأخذ بأسس القوة من الجبروت والتي أنتجت الكثير من تفاقم المسائل غير مرضية وغير حضارية!
الجيل القادم هو أساس البنية والحضارة الذاتية، ولكن لنكن محاضرين ومناظرين أيضاً مع ذواتهم لا نرمي الإهمال وندعم ولا نكون مترصدين لكل صغيرة وكبيرة لزلاتهم، فالجيل لا يخفيه أي شيء، حتى لو حصنت ابنك وفتاتك فهم ليسوا منعزلين عن الآخر، فالاختلاط بجنسهم في المدارس وغيرها سوف يقطفون لو جزءا بسيطا من ثقافة الغير، نريد من الأجيال كل ما يخدم العلم والتعليم نريد أن تكون المبادئ والقيم موجودة معهم، نريد أن تكون ابجديات الوسطية والاعتدال متمسكين بها، نحن نسعى في ذلك وغيرنا والأسباب مطلب، فما علينا إلا أن نكون جلساء معهم وتوضيح الأحداث اليومية التي يصادفونها، أما التشدد والقمع والقوة فالأكيد سوف تولد (إرث جديد إذاً لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد!!).