في الجنوب الغربي من قارة إفريقيا وفي وسط جمهورية الكاميرون يرتفع نداء الحق والإسلام على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية الداعية-حفظه الله-, نعم أيها الملك دعوت إلى الله برحمتك (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، نعم كسبت قلوب الناس ليعرفوا خالقهم ودينهم فهنيئا لك بمن أسلم على يدك في تلك الجمهورية الإفريقية وأبشر بحمر النعم التي وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
استوقفني الخبر الذي نشر في صحيفتكم المتألقة دائما (الجزيرة) يوم السبت 27-3-1431هـ في الصفحة الرابعة وأخذت أتأمل فيه مراراً وتكراراً وتساءلت:
ما هذا البعد الكبير لدى خادم الحرمين الشريفين في عمليات فصل التوائم السياميين؟! لم يقتصر هذا البعد على تسجيل تقدم طبي بارع أو مساعدة إنسانية مسؤولة أو وهج إعلامي يعكس صورة مملكتنا الباذلة... لا بل جمعت تلك الصور وغيرها لترسل رسالة عظيمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وهذه الرحمة المباركة من خادم الحرمين الشريفين تصل إلى العالم كله بأن هذا هو إسلامنا وديننا, ومن هنا تعجب والد التوائم الكاميروني (عبدالله) فيقول: سألت نفسي كيف لإنسان فقير نصراني أن يعالج أطفاله في بلد الإسلام بالمجان؟! فإذا به يدخل في الإسلام ويدعو أهل قريته فأسلم منهم 866 شخصاً.
أيها القراء اسمحوا لي أن أتأمل هذا الموقف أكثر وأجعلها لكم في نقاط مختصرة:
الأولى: ما أحوجنا إلى أن ندعو إلى الله عز وجل بأفعالنا قبل ألسنتنا وبأخلاقنا قبل مظاهرنا وبصدق نوايانا قبل كثرة أعمالنا, وإن المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً رسل خير وسلام ومحبة ورحمة وهداية للعالم والمسؤولية على عاتقها ضخمة بضخامة مكانتها وقدرها مما يحثنا جميعاً إلى مبادرات إنسانية نجني ثمارها المباركة بإذن الله.
الثاني: إبراز خصائص الإسلام العظيمة من الإنسانية والتسامح والتراحم والتكافل والتعاون والأمانة وغيرها وخصوصاً عند الطرف الآخر وما شاهدناه من أثر عظيم في إسلام هذا العدد الكبير إلا بفضل الله ثم بفضل خلق الرحمة والمساعدة وإبرازها في وسائل الإعلام عند تلك المجتمعات.
الثالث: أدعو مكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية الدعوية كالندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها أن يهتموا بمثل هذه البرامج الإنسانية العامة وخصوصاً عند الغرب، حيث إن لها تأثيراً كبيراً في نفوسهم, وهي فرصة سانحة لتقديم مثل هذه البرامج لزوار بلدنا للسياحة أو العمل أو التجارة وإيجاد الخطط المناسبة لذلك، وأعتقد أن ذلك سيعكس صورة حسنة عن مملكتنا في نفوسهم وسينقلونها لا محالة إلى مجتمعاتهم كما فعل والد التوائم: عبدالله.
أخيراً: أتقدم بالشكر الجزيل لولاة أمرنا على كل ما يبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين والتي يشهد بها القاصي والداني ولله الحمد فأسأله تعالى أن يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء ومكروه وأن يبارك فيهم وفي جهودهم وأن يجعلها في ميزان حسناتهم.
إمام وخطيب جامع والدة الأمير عبدالعزيز بن فهد بحي الفلاح