الجزيرة- شالح الظفيري
فتح خبر تداولته وسائل الإعلام المحلية الأسبوع الماضي الباب مشرعا للتساؤل حول ما تطرحه بيوت الخبرة ومراكز الدراسات الاستشارات الأجنبية عن واقع السوق السعودي بمختلف نشاطاته ويأتي ذلك عقب بيان أصدرته وزارة العمل الأسبوع الماضي ردا على ما تداولته بعض وسائل الإعلام نقلا عن شركة (بوز آند كومباني) حول دراسة طرحتها الشركة عن حجم العاطلين بالمملكة حيث أكدت الدراسة أن هناك 1000 عاطلة من حملة الدكتوراه في المملكة وأكدت الوزارة من خلال البيان أنها اتصلت بالشركة المعنية للتأكد عن مصدر المعلومة التي ضمنتها في الدراسة فردت الشركة بأنها استسقت المعلومة من خبر منشور عبر إحدى الصحف الإلكترونية الأمر الذي يؤكد قطعا أن العديد من بيوت الخبرة الأجنبية تطرح بيانات مضللة ودراسات غير واقعية عن السوق السعودي.
ودعا المتحدث الرسمي لوزارة العمل حطاب العنزي مراكز الدراسات والاستشارات إلى التعاطي بواقعية وموضوعية مع المعلومات والاستناد إلى المصادر الرسمية عند الرغبة في التطرق إلى أي موضوع دراسة أو بحث وفيما يتعلق بدراسة العاطلين من حملة الدكتوراه قال العنزي إن المختص والمسؤول عن الدراسة بالشركة اعترف بالخطأ المنهجي، الذي ارتكبه من خلال الدراسة المعنية وقدم اعتذاره للوزارة..والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا هل يكفي الاعتذار تجاه طرح مثل هذه الدراسات التي تحدث ربكة وتثير قلق الجهات المعنية. من جانبه قال مختص في الدراسات والاستشارات إن مراكز الدراسات الأجنبية تطرح دائما دراسات عن الاقتصاد أو المجتمع السعودي وهي للأسف غير ملمة ومطلعة على التفاصيل الدقيقة وأضاف الذين يقومون بإجراء هذه الدراسات يلجؤون في الغالب إلى مصادر غير رسمية أو غير موثوقة أو غير متخصصة تماماً كما حدث مع خبر وزارة العمل الذي اعتمدت فيه الدراسة على خبر منشور في موقع إلكتروني وتساءل الدكتور عبدالعزيز داغستاني قائلا: كيف نعتمد على مثل هذه المراكز؟ وما مدى مصداقيتها؟ طالما أنها تعتمد أخبار النت كمرجعية لدراساتها وأبان أن الكارثة عندما تقوم مثل هذه المراكز بإعداد دراسات جدوى اقتصادية ويتم على أساسها استثمارات بمليارات الدولارات. وأضاف: لدينا مكاتب استشارية وطنية ذات كفاءات عالية ومعرفة بالاقتصاد المحلي مستنكرا السماح لهذه المكاتب الأجنبية بإعداد دراسات عن الاقتصاد السعودي أو المجتمع السعودي ومضى قائلا: قمنا في لجنة المكاتب الاستشارية الوطنية بإعداد ميثاق شرف للعاملين في هذه المهنة، وهؤلاء لا يمثلون هذه المهنة وهنا أذكر (طرفة) حول عمل هذه المكاتب وهي أنّ وزارة ما طلبت من مكتب استشاري تقديم مشورة وفق دراسة عن كيفية القضاء على مشاكل الزحام الحج، فاقترحت هذه الجهة الاستشارية أن يقام الحج مرتين في العام حتى يتم تلافي مشاكل الازدحام وقال داغستاني إن المكاتب الاستشارية الوطنية مؤهلة والقائمون عليها ذوو كفاءة علمية وخبرة عملية، وهم أبناء هذا الوطن ولا أعتقد أن غيرهم سيكون أحرص في تمليك المعلومة الموثقة والدقيقة.