اختتم السوق السعودي أسبوعا اتسم بقوة الأداء والتداول حيث استمر المؤشر في تسجيل متسويات عليا جديدة للعام 2010 وحتى هي مستويات لم يصلها السوق منذ أكثر من 18 شهراً. توقفت تحركات السوق الأسبوع الماضي عند مستوى 6.890 نقطة. مسجلاً مكاسب أسبوعية بلغت 1.71% أي أن المؤشر أضاف خلال الأسبوع 115 نقطة إلى نقاطه. وبلغت القيمة الأسبوعية المتداولة 23.6 مليار ريال وبلغ حجم الأسهم المتداولة في السوق 903 ملايين سهم نفذت هذه التداولات من خلال تنفيذ 440 ألف صفقة. تظهر قيمة وكمية التداولات ارتفاع النشاط في السوق السعودي في الأسبوع المنصرم حيث بلغ متوسط قيمة التداولات اليومية 4.7 مليارات ريال بالمقارنة مع متوسط قيم تداولات لم تتجاوز 3.5 مليارات ريال يومياً خلال الأسابيع التي سبقت, صحب هذا النشاط ارتفاع في متوسط القيمة للصفقة الواحدة حيث ارتفع متوسط القيمة إلى 53 ألف ريال بالمقارنة مع متوسط قيم الصفقات خلال الأسابيع الماضية والذي كان لم يتجاوز 41 ألف ريال كمتوسط كما قفز متوسط حجم الصفقة الواحدة إلى 2000 سهم.
حركة الأسهم
على صعيد القيمة السوقية للأسهم فقد ارتفعت بنسبة 1.71% بنسبة مقاربة من نسبة المكاسب حيث ارتفعت القيمة السوقية بنسبة 1.6% أو 21.5 مليار ريال أوصلت هذه الارتفاعات القيمة السوقية للسوق السعودي إلى 1.367 ترليون ريال. وعلى الصعيد الأسبوعي قفز سهم بتروكيم إلى رأس قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعا بعد تسجيله مكاسب بنسبة 19.08% مغلقا عند مستوى 18.1 ريالا, تلاه سهم ينساب الذي ارتفع إلى مستوى 45.9 ريالا محققا مكاسب بلغت 14.18% وثالث الرابحين كان سهم المجموعة السعودية المرتفع إلى 24.95 ريالا رابحا ما نسبته 13.67%.
وبالنسبة للأسهم المتراجعة سجل بنك الرياض أكبر الخسائر في السوق بعد أن وصل إلى مستوى 28.7 متراجعا بنسبة 7.42%, تلاه شركة أليانز أس أف التي انخفضت بنسبة 7.36% إلى مستوى 45.3 ريالا وثالث الخاسرين كان سهم الكهرباء السعودية الذي تراجع إلى مستوى 11.1 ريالا خاسرا ما نسبته 5.13%.
وخلال الأسبوع سجل سهم كيان أنشط التعاملات ليكون الأكثر نشاطا بالقيمة والكمية حيث بلغت قيمة تداولات السهم في أسبوع 3.2 مليار ريال وبلغ حجم الأسهم المتداولة في السوق الأسبوع الماضي 162.7 مليون سهم. وجاء الإنماء كثاني النشطين من حيث الكمية المتداولة بعد أن بلغ التداول في السهم 131.6 مليون سهم وثالثا كان سهم بتروكيم الذي تداول ما كميته 50.6 مليون سهم, وفي قائمة الأسهم النشطة بالقيمة كانت سابك ثاني النشطين من حيث القيمة بعد أن تداولت 2.4 مليار ريال وثالثا كان مصرف الإنماء بقيمة تداول بلغت 1.6 مليار ريال.
إحصائيات السوق منذ بداية العام
وبالنظر إلى إحصائيات السوق منذ بداية العام نجد أن السوق السعودي تمكن من تحقيق مكاسب بلغت 12.6% منذ بداية العام أي أنه تمكن من إضافة 769 نقطة إلى تاسي ومن حيث الأداء القطاعي فقد قفز قطاع الصناعات البتروكيماوية إلى رأس قائمة القطاعات الأكثر ارتفاعا بعد تجاوز مكاسبه 19.1%, مع استمرار قطاع الإعلام والنشر في كونه الخاسر الأكبر لتراجعه بنسبة 4.45%. على صعيد الأسهم المدرجة فقد سجل سهم ميد غلف أكبر نسبة مكاسب منذ بداية العام بنسبة 38.3% بعد استثناء الأسهم التي أدرجت حديثا خلال العام 2010 والتي قفزت بنسب عالية مقارنة بسعر الإدراج 10 ريالات واستمر سهم وقاية للتأمين في كونه أكبر الخاسرين بعد انخفاضه بنسبة 45% منذ بداية العام.
لوحظ خلال الأسبوع الماضي النشاط القوي على أسهم الصناعات البتروكيماوية حيث تمكنت هذه الأسهم من استقطاب المتداولين نحوها وشهدت نشاطا قويا حتى أن قطاع الصناعات البتروكيماوية استحوذ على 50% من إجمالي القيم المتداولة في السوق بعد أن قاربت قيمة التداول في هذا القطاع 12 مليار ريال وأيضا فقد استحوذ هذا القطاع على 46.3% من إجمالي حجم الأسهم المتداولة في السوق بعد أن جاوزت الكمية المتداولة 420 مليون سهم وأيضا فإن الصناعات البتروكيماوية تمثل 36.22% من إجمالي القيمة السوقية للسوق السعودي أي أن القيمة السوقية لهذا القطاع جاوزت 492 مليار ريال, ويعد قطاع الإعلام والنشر الأقل نشاطا من حيث القيمة والكمية حيث إن قيمة التداولات فيه لم تتجاوز ما نسبته 0.15% من إجمالي القيم المتداولة في السوق وبلغت نسبته كمية التداول في هذا القطاع ما نسبته 0.14% من إجمالي الكميات المتداولة في السوق.
شهد السوق الأسبوع الماضي ارتفاعاً في متوسط القيم والأحجام المتداولة دون أن يتمكن من تجاوز مستوى المقاومة 6.915 رغم ارتفاع أحجام التداول وهذا ما يشير إلى ازدياد عمليات التدوير في السوق وهي الإشارة المنبعثة من عدم قدرة المؤشر تجاوز مستوى المقاومة ودورانه حوله لخمس جلسات متتالية وأيضا يضاف إلى أن إعلان أكثر من 36 شركة مدرجة عن نتائج أعمالها لم يدفع المؤشر إلى الارتفاع رغم أن النتائج كان جيدة وفي نطاق توقعات المستثمرين إلى أن هذا يظهر أن السوق قد استبق ذلك بارتفاعاته, وينتظر أن يزدحم السوق بالإعلانات خلال الأسبوع الحالي وذلك لقرب انتهاء المهلة الممنوحة للشركات للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الأول بنهاية الأسبوع الحالي, عودة إلى مستويات المقاومة حيث يلي مستوى 6.900 نقطة مستوى آخر عند 6.970 نقطة ويليهما مستوى 7.045 نقطة وهو مستوى مقاومة ثالث في الخانة الألفية الأعلى, أما عن مستويات الدعم الأسبوعية فإن مستوى 6.860 يمثل مستوى الدعم الأول يليه مستوى 6.835 نقطة وثالث هذه المستويات مستوى 6.800 نقطة, ونظراً لعدم قدرة المؤشر التقدم مع ارتفاع أحجام وقيم التداول فإن هذا يزيد من احتمالات التراجعات خصوصا بعد غياب المحفزات وهي النتائج المالية للشركات المدرجة.
ثامر بن فهد السعيد / محلل أسواق المال
thamerfalsaeed @gmail.com