أصعب اللحظات هي لحظات الفراق لذلك هي طويلة ومحزنة وقاسية بحجم الغياب الذي يخلفه فراق من تحب، ولاشك أننا أكثر حزنا على فراق أستاذ الكلمة ومهندس الحرف الكاتب الإعلامي الرياضي الأستاذ غازي السريحي الذي ترك هذه الدنيا ليلقى وجه ربه يوم الجمعة الماضي 16-4-1431هـ، الإعلامي الذي أسس مدرسه في التعاطي مع الإعلام (الصاخب) بهدوء وخرج من هذا الصخب بهدوء دونما أن يسيء لأحد ودونما أن يجامل أحداً في أطروحاته الإعلامية (رحمه الله رحمة واسعة) فقد كان مثالا يحتذى به في الطرح المتزن على الصعيد الرياضي حيث نثر الياسمين بأطروحاته وتغطياته الإعلامية عبر أكثر من منبر إعلامي من منابر الوطن المعطاء، فكان سفيرا لإعلاميي مكة في الجزيرة والرياض والندوة والبلاد، وهي المنابر التي استضافته ككاتب وكمراسل طيلة 30 عاماً مضت دافع من خلالها عن الكيان الوحداوي وكان خط دفاع بمفرده، استطاع بقلمه أن يصد كل الهجمات التي تعرض لها ناديه وعشقه الأزلي نادي الوحدة، حيث كان صادق الرؤية والكلمة واستطاع أن ينتزع لقب «محامي الوحدة» بجداره وحينما التقيت أبا عبدالله لأول مرة في الحفل الذي أقمناه لتكريم الدكتور الفاضل خالد برقاوي رئيس نادي الوحدة، حينها كنت آخر من يتوقع حضور أبي عبدالله للحفل نتيجة ظروفه الصحية الصعبة ولكنه حضر، وكان أكثر كرما منا بأن كرمنا بهذا الحضور المخجل فكان حضوره تكريما لنا وتقديرا خاصا. وحقيقة لا أخفيكم أني كنت سعيدا حينما خصني وخص قلمي المتواضع بإشادة وشهادة أعتز وأفخر بها وهي بمثابة نيشان على صدري كانت بمثابة الدافع والحافز للمواصلة والسير لإرضاء ذائقة هذا الرجل - رحمه الله - وغيره من الكبار الذين أفخر بشهادتهم، ولأنني أعتبر نفسي أحد محبيه وطلاب هذا القلم الشامخ الذي ولد شامخا ومات شامخا، فإني أعزي نفسي والأعلام برحيل هامة وقامة وعلم من أعلام «الوسط الرياضي في وطننا الحبيب».. فرحمك الله رحمة واسعة يا أبا عبدالله وجمعنا وإياك في جنة عرضها السموات والأرض، فاللهم إنا لا نزكيه عليك ولكنا نحسب أنه آمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك: «ولمن خاف مقام ربه جنتان».
تشطيبة
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا غازي لمحزونون.
bassam@al-riyada.com