فجعت الأوساط التاريخية والثقافية في يوم الاثنين 1-3-1431هـ بوفاة المؤرخ عاتق البلادي وهو من جيل الرواد في بلادنا وله أكثر من ثلاثين كتاباً في التاريخ والبلدانيات والرحلات والأنساب، لقد التقيت به أكثر من مرة في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة

فوجدته عالماً متواضعاً بعيداً عن الأضواء عصامياً في مسيرته العلمية.

ولقد وردت ترجمته في كتب التراجم ولقد خدم بلاده في الميدان العسكري فترة من الزمن ثم تفرغ للبحث والتأليف والرحلات حيث أثرى المكتبة السعودية بعدد من المصنفات النفيسة في التاريخ والجغرافيا والأدب والرحلات، ويعتبر رمزاً من رموز الثقافة والتاريخ في المملكة عبر مؤلفاته المتنوعة، ولقد حرص خلال رحلاته في ربوع المملكة على توثيق الأماكن والمدن ومعالم الوطن والوقوف على الأمكنة وتتبع ما ورد من آثار الرحالة القدامى وما كتبه المؤرخون وتوثيق ذلك ولقد كان كتابه (معجم معالم الحجاز) من أهم كتبه حيث جمع ما كتبه القدامى من المؤرخين والجغرافيين، وأضاف إليه عبر رحلته لتلك الأماكن مشاهداته وانطباعاته مع تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح وتصويب وقد بلغ عشرة أجزاء وهو من أهم مؤلفاته المتنوعة كما أصدر كتابه (رحلات ومشاهدات في شمال الحجاز) (والرحلة النجدية) وغير ذلك من الكتب والمؤلفات ذات المضامين العلمية والمفيدة، ولعل مؤسساتنا التاريخية والثقافية تهتم بهؤلاء المؤرخين بنشر أعمالهم الكاملة وطبعها ولا شك أن الراحل ترك كثيراً من المؤلفات تحتاج إلى إعادة لطباعتها حيث نفدت وتكون على شبه موسوعة كاملة توضع بين يدي الباحثين والدارسين وبالله التوفيق والسداد.