الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
ينطلق في مختلف مناطق المملكة غداً الاثنين البرنامج الشامل للسلامة الأمنية الذي ينفذه الأمن العام بعنوان (سلامتي) لتحقيق أهداف توعوية أمنية ومرورية. صرح بذلك معالي مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني وقال: إننا عندما نتحدث عن السلامة بمفهومها الواسع نجدها تركز على الوقاية من كافة السلبيات التي تحدث للإنسان في حياته اليومية لذلك فقد ركز الأمن العام هذا العام على تنفيذ برنامج شامل للسلامة الأمنية يأخذ في اعتباره تبني كافة البرامج الأمنية والمرورية والإجراءات الوقائية للحد من وقوع الحوادث الجنائية والمرورية ضماناً لسلامة الإنسان وممتلكاته وحفاظاً على أمن الوطن ومقوماته عبر عدد من الأهداف أهمها رفع الشعور بالمسؤولية تجاه الأمن والسلامة المرورية وتكاتف الجميع لتحقيقه وتفعيل منهجية العلاقة التفاعلية بين رجل الأمن والمواطن والمقيم والعمل على الحد من المخالفات المرورية المؤثرة على السلامة والتعريف بمشروع رصد المخالفات وإدارة الحركة المرورية آلياً (ساهر) استعداداً لتنفيذه.
كما أشار الفريق القحطاني في تصريحه إلى أن هذا البرنامج في محوره الأساسي سيكون انتشاراً ميدانياً لمنسوبيه على مستوى مناطق المملكة وذلك اعتباراً من تاريخ بدء البرنامج وقد روعي في هذا التواجد الميداني أن يشتمل إضافة إلى الضبط الميداني تقديم أسس توعوية للمواطن والمقيم تدخل في صميم السلامة بمفهومها الأمني والمروري الواسع لتحقيق الهدف الأساسي من ذلك وهو تحقيق السلامة والأمان.
وقال: إن توفير الأمن وتحقيق السلامة المرورية مهمة جسيمة في ظل التزايد الملحوظ في معدلات الحوادث اليومية لذلك فقد سعى الأمن العام من خلال هذا البرنامج إلى رفع معدلات الأمن والسلامة المرورية والأمان على الطرقات الداخلية والخارجية للمدن بالتركيز على المحور الثلاثي للسلامة المروري وهي: (المركبة، الطريق، العنصر البشري) ورغم ذلك يظل هذا الجهد غير مكتمل فلا يكفي أن يكون مستخدمو الطريق على علم بقواعد وآداب السير وأنظمة المرور، ولكن المهم أن يطبقوا هذه المفاهيم ويرسخوا هذه الثقافة من خلال الطريق، إضافة إلى ضرورة أن يقتنع المستفيد أن هذه القواعد والتعليمات تكفل لهم السلامة والأمان وهذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذا البرنامج وبالتالي وقاية المجتمع من الحوادث الأمنية والمرورية.
وناشد معاليه الجميع بالتعاون والتفاعل مع مخرجات هذا البرنامج الذي سيكون له انعكاسات إيجابية، قائلاً: إننا لا يمكن أن نغفل أن المواطن السعودي والمقيم يعي أن الالتزام بالأنظمة يحقق السلامة والأمان ولكن كلما كان الفرد في المجتمع أكثر وعياً وانضباطاً سهل ذلك من تحقيق مبدأ السلامة والأمان في الحياة العامة وعلى الطرقات.
مدير الإدارة العامة للمرور
اللواء سليمان العجلان مدير الإدارة العامة للمرور الذي تحدث عن البرنامج الشامل للسلامة الأمنية تطرق في بداية ترحيبه بوسائل الإعلام إلى الإحصائيات للمخالفات المرورية والمصابين والمتوفين خلال الأعوام الخمسة الماضية من عام 26 حتى نهاية عام 30هـ حيث قال: إن عدد الحوادث المرورية مليون وتسعمائة ألف وستمائة وثلاثة وستون حادثاً مرورياً بلغ عدد المصابين 177.444 مصاباً عدد الوفيات 30823 ألف حالة وفاة يقابلها 46 مليوناً و249 ألفاً و789 مخالفة مرورية على مستوى مناطق المملكة في جميع أجهزة الأمن العام سواء المرور أم أمن الطرق أم البحث الجنائي أو الأجهزة الأمنية.
وقال العجلان: إن هذه الأرقام التي بالملايين للمخالفات وعدد الوفيات والمصابين دعت وزارة الداخلية وبتوجيهات من سمو النائب الثاني وزير الداخلية إلى العمل والحرص على متابعة هذه الحوادث المرورية وكل الاختناقات المرورية في المدن في الرياض وجدة والدمام والعمل على إيجاد الآلية التي تحفظ وتحقن دماء الأبرياء عابري الطريق وتسهيل تنقل الناس داخل هذه المدن.
وأوضح اللواء العجلان إلى أن أهداف هذا البرنامج هو رفع الشعور المسؤولية تجاه الأمن والسلامة المرورية والتكاتف وتكثيف التواجد الميداني الأمني وتفعيل العلاقة بين رجل الأمن والمواطن والحد من المخالفات المرورية وعلى السلامة المرورية والتعريف بمشروع ساهر.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة محاور لهذا البرنامج؛ المحور الأول وهو المحور الضبطي وهو مهم جداً وسوف تتولاه أجهزة الأمن العام.
والمحور الثاني وهو المحور الإعلامي وهو أيضاً مساند لهذا البرنامج.
والمحور الثالث وهو العنصر التقني، والمحور الضبطي والإعلامي لا يكفي إلا بوجود هذا العنصر الذي تعول عليه الدولة أهمية لسلامة الطريق والقضاء على الحوادث وهو مشروع ساهر الذي سيعمل (24) ساعة لضبط كل من يخالف الأنظمة ويقدم الخدمة الأمنية لجميع أجهزة الأمن وإدارة الحركة المرورية.
رئيس اللجنة التنفيذية
بعد ذلك تحدث العميد سعد عبد الرحمن الدكان مدير إدارة شؤون الأفراد رئيس اللجنة التنفيذية الميدانية للمشروع فقال: إن المشروع الذي سوف ينفذ يتطلب خطة انتشار ميدانية داخل مدينة الرياض والمناطق الأخرى لمشاركة الإدارات التنفيذية الميدانية للتعريف بنظام ساهر الذي سوف ينفذ قريباً مع إجراءات الضبط المرورية وفقاً لتوجيهات معالي مدير الأمن العام فقد تم تكليف 230 ضابطاً وثلاثة آلاف فرد سوف يباشرون مهام الانتشار الميداني من مساء غد الاثنين ولمدة شهر وهذه القوة سوف تبدأ من الساعة الخامسة عصراً وحتى التاسعة مساءً وقد تم توزيع هذه القوة على أكثر من 300 موقع وتقاطع في الرياض لمشاركة عدد من الإدارات التنفيذية مثل إدارة مرور الرياض وإدارة دوريات الأمن بمنطقة الرياض والعاملين الإداريين في مقر الأمن العام كما سوف تتولى القوات الخاصة لأمن الطرق إجراءات التوعية والضبط ابتداء من مداخل مدينة الرياض وامتداداً إلى نهاية الحدود الإدارية للمنطقة.
وأضاف بأنه تم إعداد وتدريب الكوادر المؤهلة لتنفيذ هذه الخطة في مدينة التدريب في الأمن العام وأعطوا شرحاً وافياً عن هذا المشروع وما هو المطلوب من كل رجل أمن لتطبيق هذه التعليمات.
قائد خطة الانتشار
بعد ذلك تحدث العقيد عبد الرحمن المقبل مدير مرور منطقة الرياض قائد خطة الانتشار عن الخطط المزمع تنفيذها الميدانية بمنطقة الرياض حيث استعرض الخطة الميدانية منها متابعة ربط حزام الأمان والتجاوزات التي تحدث عند الإشارات المرورية والتقاطعات والانضباط المروري والحد من السرعة ورفع مستوى التوعية لدى قائدي السيارات وإرشادهم وضبط من يخالف الأنظمة.. والعمل على تحقيق الجوانب الوقائية للحد من الحوادث المرورية والسلامة المرورية.
وتوقع المقبل أن جميع القوات المشاركة في هذا المشروع سوف تحقق فوائد كبيرة بإذن الله لنجاح المشروع.. وإحداث نقلة في التوعية.وأوضح المقبل أنه تم وضع الخطة الميدانية والمواقع المزمع تواجد رجال الأمن فيها حيث تم تحديد أكثر من (313) موقعاً في مدينة الرياض تم التركيز عليها باعتبار أن هذه المواقع تشهد مخالفات عالية أو السرعة فيها تتجاوز حدودها.. أو فيها فئة مستهدفة وأن هذه الخطة ستكون ناجحة باعتبار أن هناك اجتماعات تمت قبل تنفيذ المشروع، مشيراً إلى أن المهم هو حسن التعامل والتوعية بمخاطر الحوادث المرورية.. من خلال مهنية تم التدريب عليها.. موضحاً بأنه تم وضع آلية لرجال الأمن أثناء تحركاتهم في المواقع وعدم إرباك الحركة المرورية.
العميد المرعول
وعقب ذلك تحدث مدير الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام العميد د. محمد المرعول عن الخطة الإعلامية التوعوية فأكد أن الأمن العام قد وضع خطة متكاملة لهذا المشروع من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية وهذه الخطة سوف تساعد على نجاح هذه الحملة من خلال التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام هناك تعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعات السعودية من خلال توزيع عدد من المطويات والمحاضرات تتضمن الجوانب المرورية والأمنية.. من خلال محاضرات لرجال الأمن المرحلة الأولى سوف نركز على السرعة وربط حزام الأمان وتسليط الضوء على عدم ترك السيارات في حالة التشغيل وغيرها من القضايا المهمة.
رداً على أسئلة الصحفيين
وحول سؤال عن بث الوعي لدى القطاعات العسكرية، أوضح اللواء العجلان أن القطاعات العسكرية هي جزء هام جداً من هذه الحملة سواء في الكليات العسكرية أو المعاهد أو أماكن تواجد العسكريين باعتبارهم يشكلون شريحة مهمة من التوعية.. وأؤكد أن أي مخالفة تحصل من أي عسكري سوف تطبق بحقه العقوبات ولا تهاون معه ولا في النظام ولا يفرق النظام بين عسكري ومدني ولكن العسكري إذا حصل منه أي مخالفة فإنه يطبق عليه النظام وبشدة.
وتساءل العقيد المقبل عن عدة أمور لابد من إحداثها في المدينة حتى تخفف من الزحام ونضبط المتهاونين منها النقل المدرسي المنظم وتفعيل النقل العام والمواقف خاصة الكثافة في عدد السيارات في العاصمة.. موضحاً أن أي حملة تنفذ لن تتم في مواقع ذات حركة كثيفة أو في مواقع يستحيل أن يتواجد فيها رجال الأمن.. وقد يكون هناك إيجابيات وهناك سلبيات.. نتمنى أن تحقق أهدافها.
وعن الحد من المآسي والمعوقات التي تواجه الحملة، أكد اللواء العجلان أن الوضع المأساوي يأخذ اهتمام القيادة للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين وهذا ما نعمل عليه من خلال هذه الحملة أما العوائق فقد تم دراستها ومتابعتها من جميع الجهات ذات العلاقة من القطاع العام والقطاع الخاص، مؤكداً أن هناك جهوداً للحد من الإطارات غير الصالحة وتعميم مراكز الفحص الدوري والالتزام بتطبيق التأمين.
وقال العقيد المقبل: إن على المواطنين تحديث أرقام هواتف جوالاتهم لدى إدارات المرور لأنه يرتبط بذلك عدة أمور منها الحصول على المعلومات التي يريدها عن المخالفات أو تجديد الاستمارة أو الرخصة وهذه خدمة تقدمها إدارات المرور مجاناً دون أي رسوم.
وحول الجديد في هذه الحملة.. قال العجلان: إن هذه الحملة تعمل على عدة محاور مهمة وفيها أمور لو تحققت لقطعنا شوطاً كبيراً للحد من الحوادث.
وحول التوسع في الدوريات السرية على مستوى المملكة، رد اللواء العجلان بأن هناك خطة للتوسع فيها على مستوى مدن ومحافظات المملكة بعد أن أثبتت نجاحها وان هناك تعليمات على تكثيف هذه الدوريات على الطرق ومداخل المدن من خلال نشر شعب جديدة للدوريات السرية ودعمها بالأفراد والآليات حيث نأمل أن تصل إلى 80 مركزاً خلال الفترة القادمة.. كما أن نظام ساهر سوف يحد من المخالفات المرورية ويعمل على مدار (24) ساعة لمتابعة سلوك من يخالفون الأنظمة.