يتزايد انتشار الباعة الجائلين في الأماكن العامة وحول المساجد والطرقات الرئيسية للمدن، وأكاد أجزم أنّ من يمارس ذلك النوع من التجارة هم في الغالب من مخالفي نظام الإقامة ومن المتسللين للبلد. والبائع المتجول هو ذلك الشخص الذي يمارس مهنة البيع بدون رخصة رسمية وفي أماكن عامة، ويبيع مختلف السلع الاستهلاكية بما فيها المواد الغذائية. وقد تطورت مهن الباعة الجائلين إلى الدوران حول الأسواق والمرور على المنازل لعرض بضائعهم. وفي الغالب تكون السلع المباعة مقلّدة أو مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات، ولا تتوفر بها أي حماية قانونية للمشتري.
وقد يعزى السبب لازدياد تلك الظاهرة لغياب الرقابة الدقيقة على الباعة الجائلين ومفترشي الطرقات من الجهات المختصة، ولسهولة تحقيق المكاسب المادية بدون تحمل أي تكاليف إضافية مثل إيجارات أو كهرباء ورواتب. ومن الملاحظات المؤسفة التي نشاهدها يومياً كثرة رمي مخلفات ما يتم بيعه بعد فراغ عملية البيع. وفي اعتقادي أنه وبسبب أن العقوبة (إن وجدت) فهي بسيطة ولا تتعدى مصادرة البضاعة وكتابة تعهد، وقد يكون هناك غرامة مالية محدودة وجميعها لا تعتبر رادعة، وإلا لما شاهدنا ازدياد الباعة الجائلين وعدم مبالاتهم بالأنظمة.
الجميع يجب أن يتعاون، فمن غير العدل أن نشترى منهم ونترك أصحاب المحلات الصغيرة وهم يتحملون تكاليف، وأعتقد أن علينا دور هام كمستهلكين بضرورة عدم التعامل معهم وهم غير نظاميين. كما أنه من الواجب على الجهات المعنية مثلاً وزارة التجارة والأمانات وغيرها بتوعية الناس بخطر التعامل معهم مع ضرورة توضيح الأضرار الناجمة عن ذلك، وأن ذلك يعد سلوكاً غير حضاري يشوه البلد.
fax2325320@yahoo.com