هذه المقالة تثير تساؤلا كبيرا حول عدم اجتياز نسبة كبيرة من خريجي جامعاتنا الاختبار الوطني الذي يؤهلهم للالتحاق بمهنة التعليم، وقبل أن نتأمل في هذا السؤال دعونا بداية نذكر أننا أصبحنا ولله الحمد نفحص معلمينا قبل أن نسمح لهم بدخول مهنة التعليم، مثلنا في ذلك مثل عباد الله الآخرين الجادين، وعقبال ما نكون مثلهم أيضا فنفحص معلمينا بعد التحاقهم بمهنة التعليم لنطمئن إلى جدارتهم بالاستمرار في مهنتهم. الشكر هنا مستحق لمركز القياس بوزارة التعليم العالي الذي قدم لنا هذا المؤشر الوطني ليكشف عن خلل جوهري في تعليمنا.

إن فشل نسبة كبيرة من خريجي جامعاتنا في الحصول على الدرجة الدنيا في المهارات والكفايات التي تتطلبها مهنة التعليم يجب أن يدق ناقوس الخطر عند كل المؤسسات التعليمية العليا والعامة التي أسهمت في إعداد هؤلاء الخريجين.

إن فشل هؤلاء الخريجين الجامعيين في اختبار كفاءات المعلمين يكشف عن رداءة منتجنا التعليمي، بل إن الذي فشل في اختبار كفاءات المعلمين هو نظامنا التعليمي برمنه وليس خريجو جامعاتنا، يجب أن نعترف أن هذه هي النتيجة المؤلمة المتوقعة عندما نقدم لطلابنا تعليماً يقوم على الحشو النظري الشكلي وعلى اختبارات تقيس كل شيء إلا الفهم الحقيقي المبني على التجريب والتقصي والتحليل والتفكير.