سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
لقد قرأت المقال المنشور في جريدتكم يوم الجمعة الموافق 12 ربيع الأول 1431هـ العدد 13665 ص42 بعنوان (رحمك الله يا أبا مناحي) الأستاذ صالح بن عبدالعزيز الحسن وقد أفاد وأجاد وليس لدينا عليه اعتراض إلا أنه قال في معرض كلامه وقد صح عن النبي صلى الله أنه مرت به جنازة فأثنى الناس عليها خيراً فقال في الجنة ولفظ الحديث كالآتي: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال وجبت فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت قال هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض رواه البخاري ومسلم وفي مسلم تكرار وجبت ثلاث مرات وتكرار أنتم شهداء الله في الأرض ثلاث مرات وعن أبي الأسود قال قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثني على صاحبها خيراً فقال عمر رضي الله عنه وجبت ثم مُرَّ بأخرى فأثني على صاحبها خيراً فقال عمر رضي الله عنه وجبت ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شراً فقال وجبت فقال أبو الأسود فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة فقلنا وثلاثة؟ قال وثلاثة فقلنا واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد رواه البخاري.
قال النووي في شرح مسلم فإن قيل كيف مكنوا بالثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره في النهي عن سب الأموات.
فالجواب أن النهي عن سب الأموات هو في غير المنافق وسائر الكفار وفي غير المتظاهر بفسق أو بدعة فأما هؤلاء فلا يحرم ذكرهم بشر للتحذير من طريقتهم ومن الاقتداء بآثارهم والتخلق بأخلاقهم وهذا الحديث محمول على أن الذي أثنوا عليه شراً كان مشهوراً بنفاق أو نحوه مما ذكرنا هذا هو الصواب في الجواب عنه وفي الجمع بينه وبين النهي عن السب.
قال ابن حجر: في فتح الباري قال النووي والظاهر إن الذي أثنوا عليه شراً كان من المنافقين قلت يرشد إلى ذلك ما رواه أحمد من حديث أبي قتادة بإسناد صحيح أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل على الذي أثنوا عليه شراً وصلى على الآخر. هذا ما أردنا بيانه وتوضيحه، وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه.
عبدالرحمن بن صالح الدغيشم - الرياض