Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/04/2010 G Issue 13705
الاربعاء 22 ربيع الثاني 1431   العدد  13705
 
باق في قلوبنا يا جدي الحبيب
فهد إبراهيم محمد الجميح

 

ثلاثة أسابيع مرت على فراقك يا جدي وعادت حياتي إلى ما كانت عليه، لكنك ما زلت معي لم تفارقني لحظة، فحين أذكر أني لن أراك مجدداً في مواضع اعتدت أن ألقاك فيها منذ صغري أحس بغصة في قلبي.. فقد عشت معك في نفس المنزل، وكنت أول شخص أراه في المسجد، ودائماً أراك في المكتب، أرافقك في زياراتك واستقبالاتك للناس، أقضي معك عطلتي الرسمية في كل عام.

كنت نعم القدوة الحسنة، لن أنسى ما تعلمته منك يا جدي من وفاء وصبر وتواضع وحسن المعاملة. فقد كنت تحسن للصغير قبل الكبير، الضعيف قبل القوي، تكتم الغيظ وتصبر على الظلم. لم أرك في يوم تجزع من مصيبة، رأيتك تصبر وتحمد الله عليها.

فقد كنت أرى فيك قول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} لم أرك يوماً تسيء لمن أساء إليك بل كنت دائماً تحسن الظن وتبادر بالعفو والسماح.

أعطيت فأجزلت العطاء، لم تكن لترد محتاجاً أو تنهر سائلاً حتى واإن علمت بأنه غير محتاج، فكنت تقول بأسلوبك العفوي النادر: (أعطوه ما يخالف لا تخلونها في خاطره) أحبوك الناس على مختلف أطباعهم ومراكزهم وجنسياتهم، فيا ليتني يا جدي أصبح مثلك.

اشتد عليك البلاء يا جدي في آخر حياتك ولكننا كنا نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده ابتلاه، فأسأل الله تعالى أن يجعل ما عانيت منه طهوراً وتكفيراً.. رحلت يا جدي ولكنك لم ترحل عنا، ستبقى ذكراك ومحبتك في قلوبنا ما بقينا.. أسأل الله أن يبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك وزوجاً خيراً من زوجك.. إلى رحمة الله يا جدي الحبيب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد