الجزيرة - أحمد الجاسر
اقترحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في ختام مؤتمر شهداء الواجب وواجب المجتمع) الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإنشاء أمانة عامة لرعاية أسر الشهداء تكون ممثلة من الجهات ذات الاختصاص، تقوم بكل ما من شأنه العناية بهذه الفئة العزيزة، وتتولى التنسيق بين مختلف الجهات العاملة في مجال رعاية أسر الشهداء من المؤسسات الحكومية أو الأهلية أو الأفراد، وكذلك إصدار سجل شرفي عن شهداء الواجب تتولى طباعته الجامعة، ويعمل على تحديثه بشكل دوري.
وثمن المؤتمرون جهود الدولة المباركة وولاة أمرها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله جميعاً- الذين اقتدوا بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وضربوا أروع الأمثلة وجسدوا ملحمة الوفاء لهؤلاء الأعزاء الذين ضحوا بأنفسهم طاعة لله ولرسوله وولاة الأمر، وحماية لدينه، وذودا عن حياض هذا الوطن العزيز الذي يستحق منا كل تضحية وفداء.
كما يثمنون هذه العناية والرعاية والاهتمام بذوي هذه الفئة العزيزة من أبنائنا البررة، ويؤكد المؤتمرون نهج القيادة الرشيدة وحنكتها وحكمتها في معالجة فساد الفئة الضالة بالضرب عليها بيد من حديد، كما يُعد موقفُها من أبنائها الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله مضرب المثل في النبل والوفاء.
ويؤكدون على الدعاء والثناء لما تبذله الدولة وفقها الله من عناية مستمرة، وعطاء سخي لذوي شهداء الواجب عرفاناً بما قاموا به، ووفاءً لذويهم؛ مما يعد النموذج الأمثل لتعامل الدولة مع أبنائها الشهداء وذويهم.
وأعرب المؤتمرون عن شكرهم وامتنانهم لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه البادرة، ويحيون فيها هذا العمل النبيل الذي يستهدف تسليط الضوء على هذه الفئة العزيزة، مثمنين مبادرة الجامعة التي أعلن عنها معالي مديرها أ.د. سليمان أباالخيل في كلمته في حفل الافتتاح، ويدعون المؤسسات العلمية الأخرى لتحذوا حذوها.
وقد أثمرت الجلسات وما دار فيها من مناقشات، ومداولات، ومقترحات عن رفع برقية شكر وتقدير، وثناء ودعاء لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على كريم رعايته لهذا المؤتمر، وتوجيهاته السديدة في العناية والرعاية التي يلقاها ذوو شهداء الواجب. وبرقية مماثلة لسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على مواقفه المشهودة.
كما أوصى المؤتمرون ببرقية ثالثة لسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز على اهتمامه المباشر بشهداء الواجب، وتوجيهاته في رعاية ذويهم، ورابعة لمعالي وزير التعليم العالي رئيس مجلس الجامعة الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري على تشريفه حفل الافتتاح ودعم الجامعة في هذه المناسبة وغيرها.
واقترحوا إنشاء أمانة عامة لرعاية أسر الشهداء تكون ممثلة من الجهات ذات الاختصاص، تقوم بكل ما من شأنه العناية بهذه الفئة العزيزة، وتتولى التنسيق بين مختلف الجهات العاملة في مجال رعاية أسر الشهداء من المؤسسات الحكومية أو الأهلية أو الأفراد، وكذلك إصدار سجل شرفي عن شهداء الواجب تتولى طباعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويعمل على تحديثه بشكل دوري.
ودعوا إلى التوسع في مفهوم (شهداء الواجب) ليشمل كل من يقتل وهو يؤدي واجبه الوطني سواء أكانوا من العسكريين أو المدنيين في داخل المملكة أو خارجها، إلى جانب العمل على غرس الولاء لله ولرسوله ولولاة الأمر، وحب الوطن في نفوس الناشئة، وذلك أثناء مراحل التعليم، وتضمين مناهج التعليم ومقرراته ما يلفت النظر لمكانة الشهداء وذويهم.
وطالبوا بحث الدعاة والخطباء على بيان حقوق الوطن وولاة الأمر وشهداء الواجب وذويهم، ونبذ فكر التطرف والغلو والتكفير, والدعوة للوسطية والاعتدال.
وأكدوا أن المؤتمر يعد نقطة تحول في الدراسات الوطنية, ويوصي المؤتمرون بأن ينبثق عنه فعاليات سنوية, ليعد بمثابة ترسيخ المفاهيم والتصورات الشرعية.
وطالبوا بإنشاء الصناديق الوقفية وفق الأنظمة التي تراها الجهات المختصة؛ لدعم ذوي الشهداء ومساعداتهم، وحث الأفراد والمؤسسات؛ لتحقيق ذلك، ودعوة المؤسسات العلمية والمراكز البحثية لإجراء الدراسات الميدانية والدورية لتحليل الأوضاع الحالية والمستقبلية لأسر الشهداء في مناطق المملكة المختلفة للوقوف على الصورة الاجتماعية الكاملة، ورفع هذه الدراسات لصانعي القرار والمخططين.
وشددوا على العناية بتأهيل ذوي الشهداء وتدريبهم؛ ليكتسبوا قدرا أكبر من المهارات والمؤهلات، وتقديم الخدمات والبرامج بطريقة مهنية احترافية تبعد الإحساس بالضعف والعطف لدى أسر الشهداء مراعاة لمشاعرهم واهتماماً بهم، إلى جانب تطوير أساليب ووسائل تقديم الرعاية لأسر الشهداء.
ودعوا إلى وضع خطة ثقافية وإعلامية لترسيخ المفاهيم الشرعية والاجتماعية التي تحقق تفاعل المواطنين مع شهداء الواجب وذويهم، وإبراز الجهود الكبرى التي قام بها ولاة الأمر حفظهم الله في رعاية ذوي الشهداء.وأكدوا على أهمية إنشاء موقع شبكي (إلكتروني) خاص بشهداء الواجب وذويهم يوثق سير الشهداء، ويحقق التواصل والتفاعل مع ذويهم، وحث وسائل الإعلام على التذكير بحقوق الشهداء، وأسرهم، وإبراز التقدير الشرعي والمجتمعي لهم، وكذلك استثمار المناسبات الوطنية للتذكير بالشهداء وذويهم.
وأوصوا بالسعي لوضع الأنظمة الرسمية التي تمنح التميز المعنوي والمادي لأسر الشهداء في الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، إلى جانب التوسع في تكريم الشهداء بإطلاق أسمائهم على المساجد والمدارس والأحياء والشوارع.
كما أوصى المؤتمرون بطباعة البحوث المتميزة من أبحاث المؤتمر بشكل مستقل، وتكوين لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر، والعمل على تنفيذ ما ورد فيها.
إلى ذلك نوه د. محمد بن علي الصامل عميد كلية اللغة العربية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر بأن عدد المشاركات وصلت إلى ما يناهز الستين عملاً علمياً، وخضعت البحوث منها للتحكيم العلمي وأسفر عن ذلك كله قبول ( 17 ) سبعة عشر بحثاً علمياً محكماً، و(38) وثماني وثلاثين ورقة عمل، تمثل العديد من المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية، العلمية والتعليمية، وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص، والجهات الخيرية، وكان للمشاركات النسائية نصيباً ملحوظاً.
ولفت إلى أن المؤتمر حظي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وحضر الافتتاح صاحب المعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل صباح يوم الاثنين 13-4-1431هـ.
وأوضح أن المؤتمر عقد (17) جلسة في مبنى المؤتمرات بالجامعة، على مدى يومين تداول فيها المشاركون والحاضرون الموضوعات المعروضة، في ضوء محاور المؤتمر وأهدافه.
وقال: والمشاركون وهم يستشعرون عظم المسؤولية تجاه هذه الفئة العزيزة ويرون في هذه التظاهرة العلمية التي تشرفت الجامعة بالسبق إليها جزءًا مما يمليه الواجب الشرعي الوطني تجاههم فهم بذلك يتأسون بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الرحيم الشفيق الذي تفقد أسر الشهداء وشرع للأمة الاقتداء بأعماله في بذل الرعاية والعناية بذوي الشهداء.