Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/03/2010 G Issue 13697
الثلاثاء 14 ربيع الثاني 1431   العدد  13697
 
العمالة السائبة.. مصدر الخطر القادم
حمود العتيبي

 

ما إن تمر بأحد شوارع العاصمة إلا وترى جماعات من العمالة السائبة تشكِّل جماعات منظَّمة في مواقع مميزة في تحد صارخ لنظام العمل والعمال تلك العمالة تحمل معداتها في انتظار من يطلبهم لأداء أي عمل مقابل مبلغ مادي، والمؤسف حقاً أن تلك العمالة تدّعي العمل في كل شيء؛ فالتخصص غير موجود، فالجميع في سباق محموم للبحث عن عمل بغض النظر عن نوع العمل ودرجة إتقانه، فالجميع في عرفهم مؤهل للقيام بأي عمل، حيث تجد أحدهم يعمل سباكاً يوماً وآخر يعمل مبلطاً وآخر دهاناً.. وهكذا والمؤسف حقاً إن الطلب عليهم في ازدياد نظراً لرخص أجور تلك العمالة بغض النظر عن الجودة والإتقان، فالأهم هو إنهاء العمل بغض النظر عن جودته ولو تم بحث السبب في وجود تلك العمالة لتعددت الأسباب فمن عدم رقابة إلى عدم تعاون الكفلاء الذين لا هم لهم إلا جمع الغلة في آخر الشهر بغض النظر عن مصدرها إلى تشجيع بعض المواطنين أو المقاولين الذين يبحثون عن الأجور الزهيدة بغض النظر عن جودة العمل، مع علم هؤلاء أن تلك مخالفة يعاقب عليها القانون عوضاً عن المشكلات التي قد تنتج عن عدم إتقان تلك العمالة للعمل المنوط بهم مما يسبب خسائر فادحة للاقتصاد الوطني وعلى المدى البعيد لذا فلا بد من وقفة صادقة من الجميع فلا بد للجهات الرقابية أن تقوم بتكثيف الحملات على تلك العمالة للحد من وجودهم أو إيجاد آلية مناسبة للاستفادة منهم وتقنين عملهم ووجودهم في مكاتب خاصة معروفة لدى الجميع ويمكن أن يلجأ إليها طالب العمل والمستفيد من ذلك كما يجب على المواطن ألا ينخدع بالأجور الزهيدة لتلك العمالة، حيث إنها غير متقنة لعملها وقد يحدث لتهاون المواطن في ذلك دخوله في إشكالات عديدة هو في غنى عنها، كما نأمل من الكفلاء الأفاضل أن يراعوا الله في مصلحة وأمن البلد كما أن عليهم مراعاة ظروف تلك العمالة الفقيرة التي أتت وقطعت كل تلك المسافات بغرض البحث عن مصدر شريف للرزق وتركهم بدون تأمين العمل المناسب يجعل منهم لصوصاً ومنحرفين في سبيل البحث عن المال، والقصص المؤلمة عن تلك العمالة كثيرة، فهي دعوة صادقة إلى الانتماء والمواطنة الصالحة وحب الخير للجميع بعيداً عن غمط الناس حقوقهم والكسب غير المشروع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد