الجزيرة - أحمد الجاسر
ثمَّن معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري مبادرة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتنظيم مؤتمر (شهداء الواجب.. وواجب المجتمع)، الذي يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله -. وأكد معاليه في تصريح صحفي أن هذا المؤتمر، وكذلك مؤتمر الإرهاب الذي يرعاه سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز في المدينة المنورة حول فكر الإرهاب وإرهاب الفكر، من الموضوعات المهمة التي يجب أن تقوم بها الجامعات من خلال تنظيم هذه المؤتمرات ومشاركة أعضاء هيئة التدريس، وإتاحة الفرصة أيضاً للطلاب للإسهام والمشاركة والاستماع؛ لتوعية المجمع. وقال: أعتقد أن هذا دور مهم تقوم به الجامعات، ويحظى باهتمام من قبل الجميع لأهمية المناسبة، ولتكريم من قدموا أرواحهم خدمة لدينهم ولوطنهم، ولتوعية الجميع بخطورة مثل هذه الأعمال.
من جهته بيَّن معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن لهذا المؤتمر العلمي الوطني أبعادا شرعية وعلمية واجتماعية واقتصادية، وسيتمخض عنه توصيات تخدم أسر الشهداء وذويهم.
وأوضح أن الجامعة هدفت من هذا المؤتمر إلى العديد من الأمور، من أبرزها بيان أهمية الوطن، وحقوق هذا الوطن على المواطن، وما يجب على كل فرد من أفراد هذا المجتمع في الحفاظ على إيمانه وأمنه ومكتسباته.. وأضاف: كما هدفت إلى ما يجب أن تقوم به المؤسسات العلمية، خصوصاً الشرعية، من تفنيد شبه وضلالات الذين يشككون في حب الوطن. مشيراً إلى أن هناك أمورا فيها التماس نحو فهمها.
وأكد أن الجامعة ستحرِّر هذا الأمر تحريراً علمياً شرعياً يتبين من خلاله أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة السلف الصالح حافلتان بما يبين وجوب حب الوطن والتمسك به والدفاع عنه، وأن ما يدعيه البعض إنما هو تزييف وتأويلات لا أساس لها، خصوصاً إذا كان هذا الوطن كالمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم ومتطلع كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها وخادم ومعين للمسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء.
ونوه بأن الجامعة قد أطلقت عدداً من المبادرات، منها فتح المجال أمام جميع ذوي الشهداء لقبول الالتحاق بالدراسة في الجامعة دون قيد أو شرط، وكذلك استصدار بطاقات عضوية للاستفادة من المنشآت الرياضية مجاناً. منوهاً بأنه سيكون من ضمن توصيات المؤتمر بعض المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه.
من جانبه أكد وكيل جامعة الإمام للدراسات والتطوير والاعتماد الأكاديمي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أن ما حصل من أحداث مؤسفة مرت بها بلادنا كشف عن المعادن الأصيلة للأبناء الأوفياء الذين قدموا أرواحهم في سبيل استقرار البلاد وأمنها، ومواجهة الفئة المارقة ورد كيدهم في نحورهم. وأضاف: لقد مَنّ الله علينا في هذه البلاد المباركة بقيادة حكيمة تهتم بأبنائها وتتفقد احتياجاتهم، وتقف معهم في سرائهم وضرائهم، ويقابَل هذا الموقف بمواقف تدل على الوفاء للقيادة والتلاحم معها، والوقوف صفاً واحداً ضد مَنْ يريد بالبلاد شراً.
وبيّن أنه نتيجة لذلك شرعت الدولة - أيدها الله - بتقنين العناية بأولئك الشهداء ورعاية ذويهم؛ فأنشأت إدارة خاصة بذلك، واصطلحت على تسميتهم بشهداء الواجب؛ لأنهم استشهدوا في سبيل واجب الدفاع عن الدين والوطن وولاة الأمر.
إلى ذلك أكد ذوو الشهداء - في كلمة ألقاها نيابة عنهم محمد المطيري شقيق شهيد الواجب نايف لفا ماطر المطيري - أنهم كسبوا عزاً وفخراً؛ لأنهم أسهموا بأحد أبنائهم في الحفاظ على هذا الدين القويم، ووحدة هذا الصرح الشامخ، وطاعة ولاة الأمر - أعزهم الله بطاعته - وإن كانت كل أسرة من أسر الشهداء قد فقدت عزيزاً.
وقال المطيري: لقد دأب ولاة أمرنا - أيَّدهم الله - على رعاية أبنائهم والعناية بهم في كل مناسبة، فكيف إذا كانت المناسبة غالية وعزيزة كمناسبة الاهتمام بمن قدموا أرواحهم للدفاع عن الدين والوطن وولاة الأمر؟ إنهم شهداء الواجب الذين أكرمتهم قيادتنا الحكيمة بصفة (شهداء الواجب) مستندة في ذلك إلى النصوص الشرعية، والتوجيهات الإسلامية.
وقال: نحن بدورنا أسر شهداء الواجب قد لمسنا حسن الرعاية والاهتمام من الجهات ذات العلاقة بخدمة أسر شهداء الواجب، ونتقدم بخالص الشكر والتقدير لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولقلعة الأمن وحصنه الحصين وزارة الداخلية بقيادة سيدي النائب الثاني - حفظهم الله - ورعاهم.