رجال الهيئة أو الحسبة أو سمهم ما شئت هم منا وفينا جيران لنا يخالطوننا، يضحكون ويبكون، يفرحون ويحزنون، يحبون ويكرهون، لديهم مشكلاتهم الخاصة، ورغباتهم الخاصة، وتطلعاتهم الخاصة.
وقد يعتقد البعض أن رجال الهيئة يمارسون وصاية على المجتمع، وهذا بكل تأكيد خلاف للواقع، فهم إنما يمارسون الدور الذي طُلب منهم القيام به، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن قد يقع من بعضم تجاوز ما في أمره أو نهيه، وهذا ليس من الشعيرة في شيء، ولذا على الناقدين أن لا يتعدوا في نقدهم ويحملوا أنفسهم وزر هذا النقد بكرههم هذه الشعيرة، أو المطالبة بإلغاء هذا الجهاز، فإن مثل هذا القول يعد كرهاً صريحاً لهذه الشعيرة الإسلامية العظيمة، والمنادي بذلك قد يدخل في كره شيء مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا من نواقض الإسلام الصريحة.
يقول ابن خلدون في مقدمته: (العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة، والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة).
almajd858@hotmail.com