الأمراض المتعلقة بفتحة الشرج عديدة ويعد أكثرها شيوعاً وانتشاراً الناسور الشرجي والعصعصي. وفي هذا الموضوع سنلقي الضوء على هذين المرضين لمعرفة كيفية تشخيصهما وعلاجهما بعد أن كثرت الأسئلة بهذا الشأن، وذلك من خلال لقائنا بالكفاءات الطبية بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية بالعليا وهم الأستاذ الدكتور عبد الكريم البكري استشاري الجراحة العامة والحاصل على الزمالة البريطانية، والدكتور ناصر الخاطر استشاري الجراحة العامة والحاصل على الزمالة الأيرلندية، والدكتور نادر حسين استشاري الجراحة العامة والحاصل على الزمالة البريطانية. ومن مستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم الدكتور بابكر محمد استشاري الجراحة العامة والحاصل على الزمالة البريطانية.
أنواع الناسور
هل هناك أنواع للناسورالشرجي؟
يوجد نوعان للناسور الشرجي أولهما البسيط والذي يفتح على الجلد بفتحة واحدة، والآخر الناسور المركب الذي يفتح على الجلد الخارجي بعدة فتحات. ويسمى الناسور أيضاً "ناسور أمامي"، في حالة وجود فتحة خارجية واحدة، مهما كان عدد الفتحات الداخلية، أو يسمى "خلفي"، في حالة وجود فتحة داخلية واحدة في الغشاء المخاطي للشرج، مهما كان عدد الفتحات الخارجية.
ارتفاع الحرارة والتورم
قد يحدث التهابات تقرحية
من خلال التوضيح السابق لابد وأن هناك أسباب عديدة للإصابة بالناسور الشرجي، فما هي ؟
هذا صحيح و من أهمها مضاعفات الخراج الشرجي حيث قد يصاحب الناسور الخراج، وهما إصابتان شرجيتان لا تعالجان إلاّ جراحياً. ويبدأ الخراج كالتهاب في إحدى غدد الشرج، أو تجاويفه الكامنة، ثم يتقيح ويصبح مصدراً للألم الشديد. فإذا كان سطحياً أمكن تداركه منذ البداية وعلية لابد عند عملية الخراج التأكد من عدم وجود ناسور شرجي ويجب هنا أن ننوه بأهمية عمل الخراج للوهلة الأولى بإجادة تامة حتى لا يتكرر حدوثه.
ضرورة المعالجة السريعة
فمثل هذا الخراج يجب شقه سريعاً، وإلاّ تسرب ودفع طريقه إلى داخل الشرج، أو إلى الجلد المحيط به، وتحول إلى ناسور واحدٍ أو أكثر. والسبب الثاني الدّرن الشرجي المصاحب للدرن الرئوي. ومن الأسباب أيضاً إصابة المستقيم بالتهاب نتيجة أمراض مزمنة، كالالتهابات التقرحية المزمنة، التي تصيب الأمعاء الدقيقة Crohn's أو القولون. وفي مثل هذه الحالات يكون الناسور متعدد ومتكرر، ويصاحبه إفرازات مخاطية، مع نزول دم من الشرج. وهناك ضرورة لعلاجه سريعاً لتفادي المضاعفات.
الشفاء المبكر يقي من تحول المرض لمزمن
هل من أعراض معينة يمكن أن ترشد المريض بأنه مصاب بالناسور الشرجي؟
هناك عَرَض أساسي للناسور الشرجي غالباً ما يكون وجود خراج شرجي. وإذا ترك هذا الخراج لينفجر تلقائياً، تختفي الأعراض الحادة لوجود الخراج، ولكن يستمر نزول إفرازات صفراء. وقد يتكرر حدوث الالتهابات في الناسور، فيؤدي ذلك إلى حدوث ناسور آخر ثانوي، وتكوين تشعبات أخرى للناسور، ويتحول للمرحلة المزمنة وهنا ينصح الاطباء بسرعة العلاج الباكر لتلافيه التي لا يمكن علاجها دوائياً وتتطلب تدخلاً جراحياً. والجراحة هى أنجح الوسائل في بعض الحالات.
التشخيص بالأشعة والرنين المغناطيسي
كيف يمكن للطبيب أن يشخص الناسور الشرجي ..؟
الخطوة الأولى للتشخيص الأول تكون بالفحص الإكلينيكي للكشف عن الناسور الشرجي وتحديد نوعه خصوصاً موضع الفتحات الداخلية التي تدل على نوعه، وهل هو أولي أم ثانوي ناتج عن أمراض أخرى؟ ويتم ذلك بالفحص الخارجي للشرج وما حوله لمعرفة موضع الفتحات الخارجية وعددها بالفحص الداخلي باستخدام المنظار الشرجي لتحديد موضع الفتحات الداخلية وعددها. وفي بعض الأنواع المّركبة أو المتشعبة يكون التشخيص باستخدام أشعة ملونة بالصبغة أو بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي MRI لتحديد موضع الناسور وعمقه ومدى تشعبه.
العلاج الوحيد
يتم بالجراحة
كيف يكون العلاج ..؟
نستخدم العلاج الجراحي في حالات الناسور عند المرضى البالغين. والعلاج الدوائي يكون بصفة مؤقتة لعلاج الالتهاب ولكن بصفة عامة كل مريض عنده ناسور شرجي يحتاج لعملية جراحية لاستئصاله.
الناسور العصعصي
أكثر عند الرجال
وماذا عن الناصور العصعصي..؟
إن مرض الكيسة العصعصية هو التهاب جلدي مزمن في المنطقة العصعصية (بين الآليتين) تنشأ الحالة من تفاعل الجلد بسبب انطمار الشعر في المنطقة بين الآليتين، وهذا المرض أكثر عند الرجال من النساء، ويحدث بين سن البلوغ وحتى سن الأربعين. وكذلك يشاهد بكثرة عند الأشخاص ذوي الوزن الزائد أو الأجسام كثيفة الشعر. وتتفاوت الأعراض ما بين كتلة صغيرة وكتلة مؤلمة كبيرة، مع خروج سائل قد يكون شفافاً أو عكراً أو دموياً. ومع وجود الالتهابات تصبح المنطقة حمراء مؤلمة مع خروج سائل صديدي رائحته كريهة.
حتمية الاجراء الجراحي
وهو عبارة عن جوف تحت الجلد متصل بالخارج عن طريق فتحة أو أكثر.
ومع أن بعض هذه الفتحات قد تنغلق تلقائياً إلا أن أكثر الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي لاستئصالها. بعض المرضى يصابون بالتهاب مزمن في هذه الكيسة مع ألم وإفرازات كريهة الرائحة، ففي هذه المرحلة يكون التدخل الجراحي حتمي.
اختيار الطرق العلاجية
يتم وفقاً لحالة المريض
كيف يمكن علاج الكيسة العصعصية ..؟
يعتمد العلاج على الحالة نفسها، ففي الحالات الحادة أي في حالة خراج الكيسة العصعصية يكون العلاج بشق جراحي للخراج للتخلص من الصديد وتقليل الالتهاب والألم، ويمكن إجراء مثل هذه العملية في العيادة تحت التخدير الموضعي. أما الحالات المزمنة التي سبق شرحها فتحتاج إلى استئصال جراحي. وفي الحالات الناكسة فإن المعالجة تختلف من الاستئصال المفتوح أوالمغلق. وكلما كبرت الكيسة يصبح وقت الالتئام أطول، وقد يحتاج إلى عدة أسابيع من الغيارات اليومية للمحافظة على نظافة الجرح علماً أن نسبة النجاح تكون أكبر في طريقة الاستئصال المفتوح. أما بالنسبة للاستئصال المغلق فهناك نسبة أعلى من الالتهاب بعد العملية إلا أن مدة الالتئام تكون أقصر ويمكنك مناقشة الطبيب في اختيار الطريقة الأفضل لك.
ينصح بمراجعة الطبيب حتى يتم الشفاء
ما هي العناية المطلوبة بعد العملية؟
إذا كانت العملية بالطريقة المغلقة فيجب الإبقاء على الجرح نظيفاً جافاً حتى اكتمال الشفاء أما إذا ترك الجرح مفتوحاً فيحتاج إلى غيار يومي للمحافظة على نظافة الجرح وقد يستغرق ذلك عدة أسابيع. بعد شفاء الجرح يجب إبقاء المنطقة نظيفة وخالية من الشعر وذلك بالحلاقة أو بمزيلات الشعر حتى سن الثلاثين. حيث يصبح الشعر أقل وأنعم ويقل تحدب الآليتين. وينصح بمراجعة الطبيب حتى يتم الشفاء.
غرف عمليات بمواصفات عالمية
حدثنا دكتور عن غرف العمليات؟
تتميز غرف العمليات لدينا بأنها مجهزة بمواصفات عالمية تحد من انتقال العدوى ونظم لفلترة الهواء بنسبة تصل إلى 99.99%. كما أن استخدام الأدوات الجراحية من قبل الأطباء لمرة واحدة له دور في ذلك كما أنه يمنع حصول أي التهابات أو أعراض جانبية أخرى.