الرياض - خاص ب (الجزيرة):
|
نهى الدين الإسلامي عن التفاخر بين الناس الذي يؤدي بهم إلى العصبية أو القبلية التي تؤدي إلى الشقاق والخلاف بين الناس، والتفريق بين المجتمع الواحد، بل وتؤدي بهم إلى قطع أواصر الصلة والمحبة بينهم.. وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد على التواصل والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم، ويحقق الوئام بين عموم المسلمين، من خلال رابطة العقيدة الإسلامية، التي هي أسمى رابط بين المجتمع المسلم.. وفي ظل هذا الهدف الأسمى للدين الإسلامي، وتأكيداً على رابطة العقيدة، ونبذ العصبية والقبلية التي كانت سائدة قبل الإسلام، وما شهدته السنوات الأخيرة من عودة بعض من صفات الجاهلية من التفاخر بالقبيلة، وظهور العصبية.. كيف نرسخ المفاهيم الإسلامية بين أفراد المجتمع المسلم، ونعيد التأكيد على ترسيخ مفهوم المجتمع المسلم الواحد الذي يمتاز فيما بينه بميزة تقوى الله.. كما قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ اتقاكم )
|
|
في البداية يقول د. أكرم بن ضياء العُمري - أستاذ الدراسات العليا بجامعة قطر، والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية: لقد اهتم العرب منذ العصر الجاهلي بحفظ أنسابهم والتفاخر بها في الشعر والذي كان يحتوي على مآثر القبائل وأحسابها وبطولات رجالاتها وكرمهم، وكان النسابون ورواة الشعر يتمتعون بمكانة وسط القبيلة، وقد أثارت هذه التوجهات الثقافية العصبية القبلية ونجم عنها حروب بين القبائل.
|
ولما ظهر الإسلام حرم العصبية القبلية ففي الحديث الشريف «ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية» وأحل الرابطة الدينية، وجعلها فوق كل صفة فصار معيار الناس ووزن الأفراد يخضع لقول الله تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ} ولكن الإسلام لم يحرم العناية بالنسب لأنه وسيلة للتعارف، وهو الهدف من جعل البشر شعوباً وقبائل كما في الآية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، كما أن معرفة النسب تمكن من صلة الأرحام التي أكد عليها الإسلام، كما تمكن من تطبيق أحكام الشريعة الغراء في الزواج والميراث والمعاقل.
|
فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف أنساب قبائل العرب، وقد نسب بعض الصحابة، فقد سأله سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن نسبه فأجابه: أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - أعلم قريش بأنسابها، وورد عن عمر - رضي الله عنه - قوله: «تعلموا من الأنساب ما تصلون به أرحامكم، وتعرفون به ما يحل لكم وما حرم عليكم من النساء ثم انتهوا» وقوله ثم انتهوا أي انتهوا عن التفاخر المؤدي إلى العصبية. وكان ديوان الجند الذي أنشأه عمر - رضي الله عنه - مرتباً على القبائل، فكان أول سجل للأنساب، ويبدو أن النسابين الأوائل أخذوا منه الكثير.
|
وإذا تأملنا واقعنا المعاصر فإننا نشهد انسجاما بين الناس حققته عقيدة التوحيد وهو ما ينبغي أن نحافظ عليه إرضاءً لله وحرصاً على مصالحنا في البقاء مجتمعاً موحداً آمناً في ظل الإسلام وتعاليمه.
|
أما الغرب فقد تجاوز مرحلة الحياة القبلية، وكان للثورة الصناعية في القرن الثامن عشر وما أعقبها من نزوح من الريف إلى المدن التي توسعت فنشأت علاقات ومصالح جديدة ربطت المواطنين بالدولة وتلاشت الروابط القبلية، وفي القرن العشرين اضمحلت الأسرة حتى كادت أن تختفي، وحلت محلها علاقات صداقة بين الجنسين, وهذه الانتكاسة في الحياة الاجتماعية أدت إلى ظهور صيحات من المنكرين بخطورة ما حدث. ولكن يبدو أن من الصعب تصحيح الأوضاع لأن الانحدار سهل والصعود صعب قال تعالى:?وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا?.
|
ومن ثم لابد من التفريق بين علم الأنساب الذي يربط المجتمع ويحقق التكافل بين أبنائه وبين العصبية التي تفرق أبناء المجتمع الواحد وتمزق أواصره.. والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
|
|
ويوضح د. عبدالله بن إبراهيم الطريقي - الأستاذ بكلية الشريعة بالرياض: أنه جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس: «الفاء والخاء والراء أصل صحيح، وهو يدل على عظم وقدم، من ذلك الفخر، ويقولون في العبارة عن الفخر: هو عد القديم، قال أبوزيد: فخرت الرجل على صاحبه أفخره فخراً: أي فضلته عليه، والفخير بتشديد الخاء: الكثير الفخر، والفاخر: الشئ الجيد والتفخر: التعظيم».
|
ويزيد ابن الأثير الأمر توضيحاً فيقول: الفخر: ادعاء العظم والكبر والشرف».
|
وفي المصباح المنير: «فاخرني مفاخرة ففخرته: غلبته، وتفاخر القوم فيما بينهم: إذا افتخر كل منهم بمفاخره».
|
وقد جاء ذكر الفخر في القرآن العزيز في خمسة مواضع، كلها جاءت في مقام الذم، إلا أنها تكون مقرونة بصفة مقاربة من الصفات غير المحمودة، كالفرح، والاختيال، كقوله تعالى: (ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور) والفرح في القرآن إذا جاء مطلقاً فهو مذموم كما ذكر الراغب الأصفهاني وكقوله تعالى: {والله لايحب كل مختال فخور}.
|
وهكذا يبدو لنا أن الفخر خصلة ذميمة لأنه مباهاة وتعاظم في غير محله.
|
وإذا قدر أن محل الافتخار موجود لدى المفتخر، فإنه لا ينبغي له أن يتظاهر أمام الناس بمظاهر العظمة والكبرياء ولذا جاء في الحديث الشريف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) قال ابن الأثير أي لا أقوله تبجحاً ولكن شكراً لله وتحدثاً بنعمه.
|
والسنّة النبوية مليئة بالتحذير والتنفير من الفخر والمفاخرة ومن ذلك ما رواه مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد)، وروى أبوداود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل عصبية وليس منا من مات على عصبية).
|
والعصبية أو التعصب هو المحاماة والمدافعة عن الباطل، أو استعمال الأساليب غير المشروعة في الدفاع، وسبب النهي عن الفخر والعصبية ظاهر، فهما خلقان ذميمان يخرجان الإنسان من دائرة العقل والاتزان إلى دوائر الغرائز المنفلتة، ولذا فإن الإنسان قد يتصرف بلا عقل ولا تعقل فتنعدم معايير الحق والعدل حينئذ، وهما خلقان يجران إلى الكذب والتدليس، فضلاً عن المبالغة والتهويل أو التهوين، وآثارهما بالغة الخطورة، فقد يترتب عليهما السباب والتلاعن، والتباغض والتهاجر، بل الحراب والقتال وفي عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقعت مفاخرة بين المهاجرين والأنصار كادت تسبب بينهما حرباً، لولا أنه عليه الصلاة والسلام نزع فتيلها بالحال، فقد كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مابال دعوى أهل الجاهلية؟ ثم قال: ما شأنهم؟ فأخبر بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: دعوها فإنها خبيثة».
|
|
ويؤكد د. الطريقي أن الفخر على نوعين: نوع جائز وسائغ، وذلك حينما يتحدث الإنسان أو تتحدث القبيلة أو الأسرة أو المؤسسة أو الشركة أو الدولة عن فضائلها الحقيقية، أو ماقدمته من أعمال وأنشطة، وليس من باب التعالي والتفاخر، ولكن من باب التحدث بنعمة الله تعالى، ولا سيما في مقام الدفاع ورد الاتهامات والشكوك الكاذبة ويدل لذلك قوله تعالى عن يوسف - عليه السلام - قَالَ ?اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ?، قال القرطبي عند هذه الآية «دلت الآية على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل».
|
ومن هذا الفخر السائغ قول عائشة التيمورية (ت 1320 هـ)
|
بيد العفاف أصون عز حجابي |
وبعصمتي أسمو على أترابي |
وبفكرة وقادة وقريحة |
نقادة قد كملت آدابي |
ما ضرني أدبي وحسن تعلمي |
إلا بكوني زهرة الألباب |
ما عاقني خجلي عن العليا ولا |
سدل الخمار بلمتي ونقابي |
عن طي مضمار الرهان إذا اشتكت |
صعب السباق مطامح الركاب |
وهناك نوع محرم، وذلك حينما يكون مبعث الفخر الكبر، وهو غمط الناس واحتقارهم، وكان كذباً ومبالغة وادعاء، والمتأمل في واقعنا الاجتماعي يجد الفخر بنوعيه وإذا كان أحد النوعين جائزاً وسائغاً وفق وصفنا، فإن النوع الآخر لايجوز، ولايصح السكوت عنه ولا إقراره، ولاتشجيعه، بأي أسلوب أو وسيلة كان، قولية أو فعلية، لما يترتب على ذلك من الآثار السلبية الوخيمة، على الدين والدنيا، وعلى وحدة الوطن، وتماسك المجتمع.
|
|
وتقول د. منى بنت حمد العيدان - أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي المساعد بكلية التربية للبنات بجامعة الملك فيصل بالأحساء: إننا أمة تؤثر فينا تقاليدنا وموروثاتنا الاجتماعية وأعرافنا تأثيراً كبيراً، حسنها وسيئها، فقد ورثنا إلى جانب المروءة والشجاعة والكرم، العصبية القبلية التي تكاد تعصف بكل موروثاتنا الحميدة الأخرى. حيث أضحت تصنيفاً اجتماعياً قاسياً يؤخذ به أكثر من العدالة الاجتماعية الإسلامية في الزواج والعمل والتعليم، بل وحتى في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع، وبعد أن ودعنا زمان الاقتتال والحروب بين قبائل يجمع بينها بلد واحد، ودين واحد، ولغة واحدة، إذا بنا ننقل المعركة إلى ميدان آخر، ميدان الحياة الاجتماعية، فهذا فلاني وذاك علاني، والثالث لا هذا ولا ذاك، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أعطانا الحق في تقسيم الناس تقسيماً لم يقره هو سبحانه، ولم يسنّه لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصبحت لنا شريعة أخرى غير شريعة الله وبتنا نخشى الناس والمجتمع أكثر من خشيتنا الله.
|
والعصبية مأخوذة في اللغة من (العَصْبِ) وهو: الطَّي والشَّد. وعََصَبَ الشيء يَعْصِبُه عَصْبَاً: طواه ولواه، وقيل: شدَّه. والتَّعَصُّب: المحاماة والمدافعة. والعََصَبَة: الأقارب من جهة الأب، قال الأزهري: عصبة الرجل: أولياؤه الذكور من ورثته، سمُّوا عصبة لأنهم عُصبوا بنسبه، وكل شيء استدار بشيء فقد عُصب به. والعُصْبَة والعِصَابة: الجماعة. ومنه {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} الآية، ومنه حديث (إنْ َتهْلِكْ هَذِه الْعِصَابَةُ). وعَصِِيْب: شديد ومنه قوله تعالى: {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} هذا تعريفها لغة، أما في الاصطلاح فجاء في لسان العرب: هي - أي العصبية -: (أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته والتألب معهم، على من يناوئهم ظالمين كانوا أومظلومين)، وعرفها ابن خلدون بأنها: (النعرة على ذوي القربى وأهل الأرحام أن ينالهم ضيم أو تصيبهم هلكة ومن هذا الباب الولاء والحلف إذ نعرة كل أحدٍ على أهل ولائه وحلفه).
|
ومع أن العلماء والكتّاب ذكروا للعصبية تعريفات متنوعة إلا أنها لاتخرج عن هذين المعنيين. سواء أكان ذلك الاجتماع والتناصر على حق أم كان على باطل. أما القبليّة فهي نسبة إلى القَبِيْلَة، والقبيلة من الناس: بنو أب واحد. ومعنى القبيلة من ولد إسماعيل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من واحد «قبيلة».
|
ومن التعريفات السابقة ل (العصبية) و(القبلية) يمكن أن نعرّف (العصبية القبلية) بأنها: (تضامن قوم تجمعهم آصرة النسب ونصرة بعضهم بعضاً ظالمين أو مظلومين ضد من يناوئهم). فعن بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا يَقُولُ قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَصَبِيَّةُ قَالَ أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى الظُّلْم)، ومنها كما قلت عصبية النسب أو العصبية القبلية التي هي مدار حديثنا هنا.
|
|
وتبين د. العيدان بأنه ليس غريباً أن توجد أو تتفشى العصبية القبلية في كثيرٍ من المجتمعات الإسلامية وبخاصة العربية منها وفي جزيرة العرب تحديداً، حيث أصل العروبة وجرثومتها فقد أنبأ بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرناً فأخبر أن ثلاث خصال من خصال الجاهلية تظل في أمته ولايدعها أهل الإسلام منها التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب فعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاث لم تزلن بأمتي: التفاخر بالأحساب، والنياحة، والأنواء).
|
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت). وفي رواية أحمد بن حنبل رحمه الله: (ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام النياحة على الميت، والاستسقاء بالأنواء، وكذا، قلت لسعيد وماهو؟ قال دعوى الجاهلية يا آل فلان يا آل فلان يا آل فلان).
|
إذاً فالتعصب القبلي - كغيره من الخصال الثلاث - لا يزال باقياً في أمة الإسلام كما أخبر بذلك نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، ولكن بقاءه لايعني أنه أصبح أمراً مقبولاً أو واقعاً محتوماً يعذر المسلم إذا ما سايره أو انخرط فيه، فليس هذا هو المعنى المقصود من الأحاديث بل المقصود هو تحذير الأمة من اتّباع عادات الجاهلية والانسياق خلف دعاواها الباطلة. ومع هذا التحذير النبوي الشريف نرى كثيراً من الناس متأثرين بالعصبية القبلية حتى أصبحت حديث سامرهم وشغل شاعرهم.
|
ما معرفة الشخص لنسبه إلا نعمة خالصة من الله فهو سبحانه شاء لك أن تولد ابن فلان الفلاني ولوشاء سبحانه أن تولد ابن فلان من الناس لنَفَذَتْ مشيئة الله، إذاً فالنسب نعمة تستحق الشكر لاالفخر ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة حيث قال: (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلا فَخْرَ)، وقبل ذلك قول الله تعالى: {ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} فالله سبحانه يقول (لتعارفوا) وليس لتفاخروا وتعاظموا. فليس عيباً أن يعرف الإنسان نسبه حتى يتحقق التعارف بين الناس شعوبهم وقبائلهم، ولكن العيب أن يكون ذلك مدعاة للتعاظم والتعالي على غيرهم. فمابال أقوام ينحون هذا المنحى ويدعون بهذه الدعوى والله سبحانه قد وضع الميزان الذي لايختل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)؟!
|
|