الإنسان يكون دائماً ممتناً لأشخاص كانت لهم بصمة في حياته، أثروا فيه وفي سلوكه، أشخاص كانوا يدفعونه دوماً تجاه الخير وكل طريق صائب، يتمنون له الخير ولا يبخلون في مد يد العون، وهم عندما يفعلون ذلك كان فعلهم نابعاً من قلب صاف يكن كل الحب والوفاء، وكثيراً ما يعجز هذا الشخص عن رد فضائلهم، لأنهم فاقوه في العطاء، ويسعد كثيراً بتواجدهم حوله، ولكن عندما يشاء الله أن يبعد بعضاً منهم عنك لا يملك كيانك إلا أن يهتز، ولكن يبقى للنفس إيمانها بربها وبقضائه. ذاك الشخص عجز عن رد الجميل في وجودهم فكيف يرده بعد رحيلهم؟ إن كان كذلك فكيف وهو ما زال يستمد منهم العطاء حتى وإن غادروا بلا رجعة؟ لأنهم رحلوا عن العيون ولكنهم باقون في القلوب، لأن الذكريات تأخذنا دوماً إلى نبع العطاء، ونهر الوفاء، وبساتين الأمل التي غرسوها لأجلنا، كي نرعاها ونستمد منها كلما ضاقت علينا،
عطاء بلا منّ.....
عطاء بلا مقابل.....
حب بلا حدود.....
حب بلا خداع.....
لأول مره أتمنى أن أملك كل الفنون في وقت واحد، من رسم وشعر ونحت وخط، وغيرها لأسخرها كلها في مدح مثل هؤلاء الأشخاص، ولكني عندما أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» اعلم بأنه بقي شيء نقدمه لهم.
فإلى جدتي شرعا
وإلى عمتي سهية
رحمكما الله
أنتما من هؤلاء الأشخاص، رحلتما فلم يبقَ منكما لنا إلا الذكرى، ولم يبقَ منا لكما إلا الدعاء، بأن يجعل الجنة لكما داراً ويرزقكما بساتين وأنهاراً، ويغشاكما برحمته ليلاً ونهاراً، وجميع موتى المسلمين، اللّهم آمين.