Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/03/2010 G Issue 13670
الاربعاء 17 ربيع الأول 1431   العدد  13670
 
وكيل وزارة الإعلام مستعرضاً لـ(الجزيرة) ملامح الاستراتيجية الثقافية السعودية:
مساواة المرأة بالرجل «ثقافياً» وإشاعة الثقافة وعدم حكرها على فئة معينة

 

الجزيرة - محمد العيدروس

وضعت الاستراتيجية الثقافية السعودية نقاطاً محورية مهمة تجسد الشفافية والانفتاح الإعلامي الذي تشهده المملكة في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

واستعرض لـ»الجزيرة» وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر ملامح هذه الاستراتيجية، وقال إن الحرص على التوازن والتنوع الثقافي المبني في الدرجة الأولى على المصالح العليا للمملكة العربية السعودية وان تتمكن هذه الرؤية الثقافية من بناء أجيال من السعوديين قادرين على التعاطي الحضاري بوعي مع المتغيرات التي تواجه المملكة من الداخل والخارج خصوصاً في ظل تسارع تقانة المعلومات والانفجار المعرفي الذي جعل من المعلومة في وقتنا الحاضر فعلاً مشاعاً، والحصول عليها ميسر.. مشيراً إلى أن التنمية الثقافية من هذه المنطلقات هي الهدف الأكبر للاستراتيجية الوطنية للثقافة التي أعدتها الوزارة والتي تسعى إلى تنمية وإعداد الإنسان السعودي، القادر على مواجهة متغيرات العصر والمسلح بإرثه الثقافي وانتمائه الوطني، وفي الوقت نفسه الإنسان السعودي المنفتح على كل ما هو مفيد للحضارة الحديثة، مما يمكنه من تفجير إبداعاته وصقل مواهبه.

وأكد د. الجاسر أن المملكة العربية السعودية دولة عربية وإسلامية تتمثل خصوصيتها في كونها مهبطاً للوحي ومبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قبلة الإسلام ومهد العروبة وهي مصدر للتراث العربي والإسلامي.

وقال إن اللغة العربية هي لغة المملكة الرسمية كما نص على ذلك النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى، وفي الوقت نفسه هي لغة القرآن الكريم، ولسان الثقافة العربية والإسلامية قديماً وحديثاً، ومن واجب الثقافة السعودية أن تعزز لغة العرب الفصحى في المجتمع، وأن تجعلها لغة للعلوم والتقنية كما هي لغة للفنون والأدب.

ومضى وكيل وزارة الإعلام قائلاً: يقوم العمل الثقافي السعودي على التواصل والتفاعل مع ثقافة الآخر، وإشاعة الثقافة بين أفراد المجتمع السعودي، وألا تكون حكراً أو احتكاراً على فئة بعينها، وإنما العمل الثقافي هو جهد جماعي يشارك فيه كل أفراد المجتمع، ويجب تشجيع ثقافة الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر، والتسامح وثقافة الاعتدال، وثقافة التفكير الناقد، وثقافة المجادلة بالتي هي أحسن، وتعميق قيم الحرية المسؤولة المنضبطة، والعدالة والمساواة، وتكافؤ الفرص في المجتمع، والاهتمام بثقافة العلم الحديث، وتشجيع التأليف والترجمة، ونشر البحوث باللغة العربية من أجل توطين العلوم الحديثة والتقنية.وحول وضعية المرأة في هذا المجال قال: الاستراتيجية شددت على ضرورة إسهام المرأة السعودية في العمل الثقافي، والاهتمام بإبداعاتها، وتهيئة فرص العمل الثقافي لها بصورة مساوية للرجل، والعناية بثقافة الطفل، وثقافة تعميق الولاء الوطني، والمحافظة على وحدته، والحفاظ على مكتسباته.. كما دعت إلى استقلال المؤسسات الثقافية، وأن تدار هذه المؤسسات الثقافية من قِبل مجالس متخصصة، وتبقى مسؤولية الوزارة الإشراف والتوجيه غير المباشر، ولا بد أن نسعى إلى تكوين جمعيات أو اتحاد مثقفين حسب ميولهم واتجاهاتهم الثقافية، بحكم أن مؤسسات المجتمع المدني الثقافية هي الأذرعة المهنية للفعل الثقافي في هذه البلاد.

وعن الدور الذي يمكن أن تقوم به شركات ومؤسسات القطاع الخاص في هذا المجال، قال د. الجاسر: لا بد لمؤسسات وشركات القطاع الخاص السعودي تمويل العمل الثقافي السعودي، إذ إن دول العالم المتحضر يتم تمويل البحوث الثقافية والجوائز والفعاليات والمناشط الثقافية من قِبل الشركات ورجال الأعمال والإعمار، وهذا نمط سائد عالمياً، ولا بد من فعل ثقافي جاذب لا طارد لتمويل العمل الثقافي من قِبل مؤسسات وشركات القطاع الخاص.. ونحن بدورنا في وزارة الثقافة والإعلام ضمن الاستراتيجية الوطنية للثقافة نسعى إلى النهوض بالمكتبات العامة ودراسة واقعها، ووضع رؤية حضارية لمستقبلها، وكذا العناية بالكتاب السعودي، والناشر السعودي وتشجيعهما فيما يضمن انتشار الكتاب داخل المملكة وخارجها.. كما تسعى وزارة الثقافة والإعلام إلى النهوض بالأندية الأدبية، والتنسيق والتكامل فيما بينها، دراسة واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها، وجمعية الثقافة والفنون، وتأسيس مراكز ثقافية شاملة، والنهوض بالمسرح، والفنون التشكيلية، والفنون الشعبية، والدوريات والمجلات الثقافية، وصناعة النشر، والتركيز على جوائز التقدير والتشجيع بما في ذلك جائزة الدولة التقديرية للأدب، وثقافة الطفل، وتحديد مسارات العلاقات الثقافية الخارجية، وتأسيس مجلس أعلى للثقافة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد